العلاقة بين اكل المال الحرام وحوادث السير
كل من يدخل الى ما يعرف بالمدن الصناعية الخاصة بتصليح السيارات ينتابه الذهول عندما يرى هذا الكم الهائل من المركبات التي تعرضت لحوادث اصطدام او تدهور وما لحق بها من اضرار ماديه ظاهرة واخرى بشرية يستطيع الاستدلال على فداحتها من حال المركبات المحطمة التي يراها او زيارة المستشفيات لمشاهدة ضحايا هذه الحوادث إذا كان الله سبحانه و تعالى قد كتب لهم النجاة بمعجزه من معجزاته.
وعند تحليل أو سماع كيفية وقوع هذه الحوادث نجد ان بعضها بسبب أخطاء فنيه في المركبة أو الطريق وأما النسبة العظمى منها فتعود للسرعة الزائدة والقيادة بطيش وإهمال وفقدان السيطرة على المركبة، وهذا ما نود الوصول إليه، والبحث بأسبابه ودوافعه لنسأل لماذا القيادة بسرعة زائدة ولماذا القيادة بطيش وإهمال ولماذا يفقد السائق السيطرة على مركبته وسأحاول في هذه المرة البحث عن سباب السلوك المؤدي الي وقوع الحوادث ونقول بداية لماذا السرعة الزائدة ولماذا القيادة بطيش وإهمال رغم إن جميع الجهات الرسمية والأهلية والدينية تحذر ومن عواقبه القانونية والأخلاقية والمادية والدينية وتجرمه ورغم كل القصص المفجعة التي نسمعها ونشاهدها كل يوم ولا يوجد من يعتبر، وإذا كان العاقل من يعتبر بغيره فان غير العاقل من لا يعتبر، وكأنه لا يمتلك عقله أو لا عقل له أو أصابه مس من الجنون، إذا الأمر قد يتعلق بالعقل والجنون.
اذا علمنا أن نسبه كبيرة جدا قاموا بشراء سياراتهم عن طريق بنوك ربوية فهم إذن مرابون رغم قوله تعالى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) ولذلك فهم يتخبطون في حياتهم ومنها قيادتهم بسبب هذه المعصية العظيمة التي أعلن الله سبحانه وتعالى الحرب على مقترفها قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 278، 279].
فإذا كانت هذه حال أكل الربا جنون وحرب من الله القوي فان النتيجة الطبيعية تكون المدينة الصناعية للمركبة والمستشفى أو القبر للمرابي.