مهرجان جرش وعرس ابن عمي

تم نشره الإثنين 14 أيّار / مايو 2012 02:31 صباحاً
مهرجان جرش وعرس ابن عمي
د.م محمد قاسم البطاينة


في حزيران من عام 2010 كانت الساحة المقابلة لمضافة عائلتنا تتزين بألوان الوطن.....وكانت الكراسي تلف الساحة بالكامل......وقبل الغروب بدأت الفرقة الموسيقية بتجهيز معداتها لتبدأ الإعلان عن عرس لأحد أبناء عمومتي....وبالفعل ما أن بدأت السهرة المنتظرة من الأب والأم والأقارب وجميع من حضر للمشاركة حتى بدأنا نسمع صوت صادر عن سماعة المسجد القريب بالرغم من عدم وجو وقت آذان.....ليعلن أحدهم عن وفاة حاج من إحدى عشائر القرية.....وما أن سمع الجميع الخبر حتى بادر والد العريس ليستخدم الميكروفون ويعتذر للحضور عن استمرار السهرة احتراما لمشاعر أهل المتوفى.....كم كان ذلك رائعا....وكم أحسست حينها بان الدنيا ما زالت بألف خير.....وأننا امة تمرض ولكن لا تموت.
واليوم أقرأ خبرا يكتب بالخط العريض بأن مهرجان جرش لهذا العام هو الأضخم.....وأنه سيستقطب أهم المطربين الذين سيتألقون على المسرح لنرقص نحن على جثث الأبرياء.....وستصدح الآلات الموسيقية على أشلاء تناثرت في كل البقاع العربية....ثم سنرقص وتهتز أجسامنا وسنتزاحم على الأبواب.....وسيصل سعر التذكرة إلى مئة دينار.....سنعلن من على المسرح الجنوبي أننا فقدنا ما بقي لنا من حياء ومروءة.....سنعلن من هناك أن الحياء أصبح من تاريخنا.....وان الشرف العربي أصبح كمن يبحث عن أبرة في كومة قش.....سنقول للعالم ونحن نجلس على حجارة التاريخ أننا نستحق من الذل أكثر وأكثر.
يا سادتي الكرام.....لا أخفيكم أن هذا الخبر استفزني......ولا أنكر أيضا أنني صعقت حينما لم أجد إجابة لتساؤلاتي.....هل الوقت مناسب لأن نرقص على جثث أبناء جلدتنا في ميدان التحرير......هل هذا هو حفل التأبين لضحايا تفجيرات دمشق......هل سنضيء الشموع لنستذكر مجزرة زليتن الليبية...هل أصبحت ذكرى شهداء تونس واليمن تحيا بالرقص والغناء......أم هل هو الرقص على ضعفنا وهواننا وقلة حيلتنا......أظنها الإجابة.
يا سادتي الكرام.....حاولت المقارنة بين الحالتين فلم أجد وجها للمقارنة.....حاولت إقناع نفسي بأن ليس هناك أي علاقة بين الحالتين فأخرست نفسي......لكم الله يا شهداء الأمة العربية......لكم الله يا من تركتم وراءكم شعوب لا تجمعها سوى الطبلة والمزمار.......لكم الله يا روعة الماضي فقد باتت أمتكم بلا ذوق ولا إحساس......فأمتكم تجهز لأضخم موسم غنائي احتفالا بآلاف الضحايا ممن سقطوا ليعيدوا للأمة كرامتها فأبت الأمة إلا الحضيض والذل والانحلال



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات