لا أحد يخاف القرار الصائب
تم نشره الإثنين 14 أيّار / مايو 2012 01:42 مساءً

طارق مصاروة
تعلن مدن اليونان وإسبانيا وإيطاليا الاضراب وتملأ المظاهرات الشوارع، احتجاجاً على إجراءات التقشف الاقتصادي، لكن لا أحد في صحافتها يشكك بكياناتها السياسية، أو أنظمتها، أو بانضمامها للوحدة الأوروبية!! فلا ربيع في القصة ولا خريف، وإنما هو احتجاج وصل إلى أصحاب القرار.. وهم لولا الخجل لخرجوا مع المحتجين!!.
في بلد متوسطي كاليونان، صدّق الناس انهم أوروبيون كالألمان والفرنسيين والبريطانيين، فأغدقوا على موظفي الدولة والشركات رواتب توازي رواتب أغنياء الصناعة الأوروبية، وكانت النتيجة إفلاس الدولة. ولولا المليارات التي صبّتها الوحدة الأوروبية والبنك الدولي لما وجد وزير المالية رواتب موظفيه!!.
عندنا تصيح الحكومات، أن رغد العيش غير المبرر، وأن الدعم للمشتقات النفطية، والغاز المنزلي، والخبز ومعيشة الذين يعيشون تحت خط الفقر قد افقدت موازنة الدولة 06ر2 مليار دينار بعد المنح والمساعدات.
ماذا ستفعل الحكومة إزاء هذه الكارثة؟!.
لا شيء غير أن نستدين. ودين الداخل بالدينار أغلى من الدين الخارجي بالدولار واليورو، ومع ذلك فالدولة تستدين لتنفق لا على مشروعات التنمية، وإنما على الرواتب والأجور والبنزين والغاز الرخيص، ورغيف الخبز ومعونات الأسر الفقيرة!!.
ومع هذا وذاك، فإن المعارضة تندد بالديون التي بلغت حتى الآن 18 مليار دولار. وتتهم الدولة بالتبذير والفساد، ولكن ذلك لا يمنع اضرابات الأطباء والمعلمين والجميع، مع أن هيكلة الرواتب اعطت من خزينة الدولة ما لا تملكه، فالحكومات تجبن أمام القرار الصائب، ولا تريد أن تفقد «شعبيتها» فلا تعيد الأسعار إلى الكلفة الحقيقية للمواد الاستهلاكية!!.
إذا قررت حكومة د. الطراونة شرب حليب السباع ووقف جزء من الدعم، وإصلاح الموازنة، واقناع الدول الصديقة المانحة بأننا نقوم بالواجب قبل أن نطالبها، فإن شعبنا سيفهم معنى الإجراء الحكومي الشجاع، وإذا شاء أحد أن يتظاهر فليتظاهر مثله مثل المتظاهر في اليونان وإسبانيا، فذلك لن يعرض البلد لكارثة!!.
سكين الجراح الماهر تقطع في الجسم المريض لأنها تؤمّن له الشفاء والصحة، ونظن أن عندنا جراحين مهرة!!. ( الرأي)
في بلد متوسطي كاليونان، صدّق الناس انهم أوروبيون كالألمان والفرنسيين والبريطانيين، فأغدقوا على موظفي الدولة والشركات رواتب توازي رواتب أغنياء الصناعة الأوروبية، وكانت النتيجة إفلاس الدولة. ولولا المليارات التي صبّتها الوحدة الأوروبية والبنك الدولي لما وجد وزير المالية رواتب موظفيه!!.
عندنا تصيح الحكومات، أن رغد العيش غير المبرر، وأن الدعم للمشتقات النفطية، والغاز المنزلي، والخبز ومعيشة الذين يعيشون تحت خط الفقر قد افقدت موازنة الدولة 06ر2 مليار دينار بعد المنح والمساعدات.
ماذا ستفعل الحكومة إزاء هذه الكارثة؟!.
لا شيء غير أن نستدين. ودين الداخل بالدينار أغلى من الدين الخارجي بالدولار واليورو، ومع ذلك فالدولة تستدين لتنفق لا على مشروعات التنمية، وإنما على الرواتب والأجور والبنزين والغاز الرخيص، ورغيف الخبز ومعونات الأسر الفقيرة!!.
ومع هذا وذاك، فإن المعارضة تندد بالديون التي بلغت حتى الآن 18 مليار دولار. وتتهم الدولة بالتبذير والفساد، ولكن ذلك لا يمنع اضرابات الأطباء والمعلمين والجميع، مع أن هيكلة الرواتب اعطت من خزينة الدولة ما لا تملكه، فالحكومات تجبن أمام القرار الصائب، ولا تريد أن تفقد «شعبيتها» فلا تعيد الأسعار إلى الكلفة الحقيقية للمواد الاستهلاكية!!.
إذا قررت حكومة د. الطراونة شرب حليب السباع ووقف جزء من الدعم، وإصلاح الموازنة، واقناع الدول الصديقة المانحة بأننا نقوم بالواجب قبل أن نطالبها، فإن شعبنا سيفهم معنى الإجراء الحكومي الشجاع، وإذا شاء أحد أن يتظاهر فليتظاهر مثله مثل المتظاهر في اليونان وإسبانيا، فذلك لن يعرض البلد لكارثة!!.
سكين الجراح الماهر تقطع في الجسم المريض لأنها تؤمّن له الشفاء والصحة، ونظن أن عندنا جراحين مهرة!!. ( الرأي)