الديمقراطية الغائبة!

تم نشره الثلاثاء 15 أيّار / مايو 2012 01:30 مساءً
الديمقراطية الغائبة!
طارق مصاروة
ظاهرة الفارق الرقيق بين الناجح في الانتخابات والفاشل (في فرنسا 6ر1%) اعطت للعقيد القذافي في مؤلفه «الكتاب الأخضر» فرصة إعلان إفلاس الديمقراطية. على اعتبار أن الفاشل في 4ر48% يعني في فرنسا مثلاً خمسة ملايين ناخب، هم الذين اعطوا لحزب الحكم إجازة ركوب السرج ست سنوات، فلماذا الغت الديمقراطية ملايين الناس الذي صوتوا لساركوزي مثلاً؟!. وما هي القاعدة التي تجعل نصف الأمة تقريباً في الحكم والنصف الآخر على القارعة؟!.
.. مثل هذه النتيجة التي وصل إليها العقيد القذافي يصل إليها الآن آلاف الناس الذين يحسبون أن الديمقراطية هي: واحد في الحكم، وواحد على الرصيف. واحد في قصر الرئاسة وواحد في الحبس. وهذا لا يمكن أن يكون صحيحاً، فالمعارضة هي وظيفة رئيسية في الديمقراطية، وفي بريطانيا يقولون حكومة صاحبة الجلالة، ومعارضة صاحبة الجلالة، وفيها حكومة 10 داونج ستريت، وحكومة الظل.
وفي الديمقراطية لا يتركز كل شيء في البرلمان والحكومة، فهناك المجالس المحلية، وهناك البلديات، وهناك أيضاً البرلمان والحكومة.. فالرقابة والمحاسبة هي أساس العملية الانتخابية، والصحافة كذلك، ومنظمات المجتمع المدني كذلك.
عندنا، مع الأسف، يتعامل الحزب الذي لا يركب السرج مع أن الأصوات التي حاز عليها في الانتخابات النيابية محدودة يتعامل مع الحكومات وكأنها أخذت منه الوصاية على الشعب.. وأخذت التمثيل الشعبي، وأخذت الحكم، ولذلك فهو يعتقد أن التظاهرة سواء أكانت «مليونية» أو نصف «ألفية» هي البديل عن مقاعد نيابية في البرلمان، وهي بديل للبرامج الإنمائية، وهي البديل للرقابة، وحين نقول الرقابة به فإننا لا نعني تهم الفساد والفاسدين، وهي تهم مجانية لا تفترض الأدلة، ولا المحاكمات العادلة، ولا القوانين والأنظمة، فرغم التظاهر لعام ونصف العام ضد الفساد.. فإن المعارضة لم تحدد اسماً واحداً لفاسد، ولم تقدم للرأي العام أي دليل على وجود فساد، ويكفي أن نضع على المشرحة قصة فساد أسطورية اسمها الكازينو: حيث لا يوجد كازينو، ولا خسرت الدولة قرشاً واحداً على مشروع بقي على الورق، ولم يثبت أن مسؤولاً واحداً قد ارتشى منه، فلماذا امسكت المعارضة بالقصة، وامسك بها مجلس نواب هاله انه أعطى الثقة لحكومة بأكثرية 111 من 120 نائباً.. فوجد أن الخطأ لا يتم مسحه من الذاكرة إلا بتلويث حكومة أخرى!!.
نحتاج إلى «فت خبز» لنفهم الديمقراطية، فهي ليست نظرية في الكتب، وإنما هي ممارسة مخلصة لاحترام الرأي والرأي الآخر!!. ( الرأي)


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات