البقعة: لا ماء ولا كهرباء!

.. نفهم اهتمام فضائية «الجزيرة» باللاجئين الفلسطينيين في يوم النكبة، ونفهم أكثر اختيار مخيم البقعة نموذجاً. فهذا المخيم يضم اللجوء المزدوج: لجوء 1948 من فلسطين إلى مخيمات أريحا، ولجوء 1967 منها إلى البقعة!!. فهذا اهتمام لا يفوت فضائية كالجزيرة. لكن المثير أن يتحوّل مخيم البقعة منصة لشتم الأردن.
- فهذا المخيم لا ماء فيه، ولا كهرباء، ولا مجاري وسكانه يعيشون على التراب!!. عجائز تحتفظ بمفاتيح قديمه احتفظ بمثلها العرب في المغرب مئات السنين!!.
والحقيقة أن في مخيم البقعة ماء، وكهرباء وفيه مجاري كلفت الملايين، وإذا كانت الجزيرة حاضرة بكاميرتها ومراسلها ففي البقعة مستشفى كبير حديث اسمه مستشفى الأمير الحسين بن عبدالله، وفيها نادٍ اجتماعي رياضي يزاحم فريقه في كرة القدم على بطولة المملكة، وفيه أكبر مركز للبحوث الزراعية وتطوير الزراعة، وأكبر مركز للاتصالات الفضائية. ولو خلعت «الجزيرة» نظارتها السوداء لوجدت على أطراف الأوتوستراد بالبقعة أكبر مشاتل الزهور والورود والشجر في أجمل المشاهد، لأجمل فصل في السنة!!.
- ترى لماذا تستمر الجزيرة في استحضار كارثة فلسطين لتشتم الأردن؟!. ولماذا تتابع أحداث سوريا الدامية من الرمثا بتشويه مقصود لما يجري في المدينة المضيافة؟!
نحن لا نجد في هذه الأنماط من اختلاق الشتم أي جديد. ونقترح على التلفزيون الأردني أن يعيد بث التقرير الخاص بمخيم البقعة خمس مرات في الأيام القادمة، ليشهد ابن البقعة حجم الكذب على مخيمه، وعلى حياته وعلى جهده وعمله الدؤوب. فهذا مخيم اطلع نواباً في مجلس الأمة، وأبناؤه أصحاء، ومثقفون، ويساهمون في قوة شعبهم الفلسطيني وقوة البلد المضيف، ذلك أن تحرير فلسطين، إذا كانت الجزيرة مهتمة بالتحرير، يقوم به جنود أصحاء، ومناضلون يعرفون الماء والكهرباء ويملأون الأرض بنشاطهم وعنفوانهم.. ولا يقبلون من يبكي عليهم ويشتري هارودز في لندن، وعمارات نيويورك السامقة.. ويستعدي السوريين على العرب من حولهم!. ( الرأي )