طوقان والمشروع النووي

تم نشره الخميس 17 أيّار / مايو 2012 01:11 صباحاً
طوقان والمشروع النووي
رحيّل غرايبة

نحن الآن لسنا بصدد الخلاف الدائر حول موضوع الطاقة النووية واستخدامها ومستلزماتها وآثارها البيئية, ولكن ما ينبغي أن يعرفه طوقان وأنصار المشروع النووي, أن المعارضين لهذا المشروع ينطلقون من وجهة نظر محترمة ومقدرة, ولها عدة أبعاد ووجوه لها وزنها واحترامها, فهناك أبعاد وطنية وأبعاد علمية وأبعاد بيئية وإنسانية, لا يمكن تجاهلها أو الانتقاص من وجاهتها, فالأصل أن تخضع هذه القضية لحوار وطني شامل وعميق لأنه يهم الوطن ويهم كل مواطن في هذا البلد.
فكل شيء تتحمله الخزينة التي تغذيها جيوب المواطنين وكل قضية وطنية وكل ما يتصل بحياة المواطن, الأصل أن يتم استشارة المواطنين فيه, وليس هذا الشأن حكراً على النخبة التي تعيش على كواهل دافعي الضرائب, ثم يعمدون الى احتقار العامة واحتكار المعارضين والمخالفين في الرأي.
نحن أمام أعراض المرض الحقيقي والمرض العضال الذي يصيب مجتمعنا الأردني وواقعنا السياسي, كما يصيب أغلب المجتمعات العربية والواقع السياسي العربي على الإجمال, والذي يمثل الصورة المقلوبة والهرم المقلوب, فالأصل أن الشعب هو صاحب السلطة الحقيقية, وله الكلمة العليا في كل صغيرة وكبيرة, وهو صاحب الدولة وصاحب المال, وصاحب القرار السياسي, وهو وحده المالك الحصري لحق اختيار صاحب السلطة ومتخذ القرار, وكل صاحب سلطة يستمد شرعيته من الشعب, وليس هناك مصدر لشرعية غير الشعب, إلاّ عندما تكون الأوضاع مقلوبة واستثنائية وطارئة بسبب أحد عوامل القهر والغلبة المفروضة قسراً التي صادرت الإرادة الشعبية.
ولذلك في الأوضاع المقلوبة يصبح كل شيء مقلوباً, فبدلاً من الخضوع لسلطة الشعب, واحترام إرادته, والسعي لخدمته ونيل رضاه, يصبح المتنفذون في موضع احتقار الشعوب, وكسر إرادتها وتوجيه الاهانة لها, ومعاملتها باحتقار وازدراء واستخفاف واستغفال, والمشكلة الكبرى حتى الآن في الشعوب العربية التي ما زال بعضها يقبل بهذا الازدراء ويتحمل الاستخفاف التسلطي الفوقي ويظن أن هذا هو الأصل, أو بدافع الخوف أو الطمع فيقبل بالدنيّة.
لكن الشعوب العربية أدركت الحقيقة, وهي تسعى جاهدة لاسترداد سلطتها وحقوقها المشروعة, وفرض إرادتها على المتنفذين وأصحاب السلطة, من أجل تصحيح الأوضاع, الخطأ وقلب الصورة المقلوبة وإعادة الأمور الى نصابها, ووضع حد لكل أنواع الاستخفاف والازدراء الذي يصدر عن الذين يفترض فيهم خدمة الشعب, والسعي لصون كرامته وحفظ حريته وتنفيذ إرادته. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات