لبنان والأسئلة المُحيّرة!

تم نشره السبت 19 أيّار / مايو 2012 01:21 مساءً
لبنان والأسئلة المُحيّرة!
طارق مصاروة

في وضع كوضع لبنان، حيث وحدة الشعب غائبة، وسلطة الدولة محدودة بالتقاسم الطائفي، فإنّه من الطبيعي أن تؤثر أحداث الصراع الداخلي السوري على حياة اللبنانيين، وأن تقسمهم إلى أكثر من قسمين مع الثورة ومع النظام... ومع لا أحد.
وفي بلد كطرابلس صار العلويون كياناً طائفياً بعد أن كانوا مسلمين، وصار من الطبيعي أن يصطدموا بأهل السُنّة وبالسلاح والعنف، وأن يتدخل الجيش بتراضي الطرفين، فإذا اخترق أحد الطرفين التفاهمات التي تكون في أكثر الأحوال شفوية، انسحب الجيش أو هدّد بالانسحاب، لأنّ الجيش لا يحتمل دخول صراع مسلح!!.
والكلام الذي نسمعه من أهل النظام في دمشق، ومن بعض «المحلّلين» و»الكُتّاب» أن أيّ تدخل في الصراع الداخلي السوري سيفجّر المنطقة، هو مجرّد كلام، فالاحتلال في العراق، والمقاومة، وحرب السنّة والشيعة لم تفجّر شيئاً لا في سوريا ولا في الأردن، ولا في الكويت أو إيران أو تركيا. أمّا تفجيرات الداخل اللبناني فقد كانت دائماً محكومة بحجم التدخل السوري، ونفوذ الجيش والمخابرات.. لكن هذا التدخل كان يتوسل وضعاً طائفياً لبنانياً.. هو الذي يغري التدخل، ويستدعيه، ويشرعنه عربياً ودولياً. حتى بلغ حد إغراء واستدعاء وشرعنة التدخل الإسرائيلي الذي وصل عام 1982 إلى بيروت والجبل.
الضعف في أيّ كيان عربي يستدعي بنظرية الفراغ الفيزيائية التدخل الأجنبي أو العربي، ولم نكن نحن في الأردن حالة شاذة، فضعفنا أمام العدوان الإسرائيلي في 1967 أغرى جيراننا العرب، وبدل أن يقفوا معنا في مواجهة العدوان، وجدوا أن من السهل احتلال الرمثا وإربد أو «تحريرهما»، أو اجتياح المفرق من الشرق.
وحين وقفنا على أقدامنا، بهمّة الرجال، عام 1970 ودفعنا التدخل العسكري بكل قوة إلى خارج الحدود، كانت نهاية التفكير بأنّ الأردن ضعيف ومن السهل وضعه في دائرة نفوذ إخواننا في الشمال أو في الشرق!!.
نشعر بالغصّة حين يصبح لبنان رهينة في يد أحد من أبنائه في الداخل أو في يد أحد من جيرانه. فوحدة الوطن ومنعته وسيادته هي الأساس، وأيّ محاولة لهزّ هذا الكيان الوطني بأيّ اسم وبأيّ مُسمى لا يُحقق شيئاً. فكيف يواجه لبنان العدوان الصهيوني بطائفة مسلحة تحتكر المقاومة؟، وكيف يحمي اللبنانيون أنفسهم بطائفة تبحث عن القوة في الخارج؟!. ومن يوقف الصراع المسلح بين علويين في بعل محسن، وسُنّة في التبانة إذا كان الجيش ينتظر التوافق بين المسلحين؟!. (الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات