الأطراف تتمسك بالإصلاح وعمان محل وعود!

تم نشره الأحد 20 أيّار / مايو 2012 01:47 مساءً
الأطراف تتمسك بالإصلاح وعمان محل وعود!
د. مهند مبيضين

  المستقبل في الأطراف، الثروات هناك، وعجز التنمية أيضاً، والسياسة شيء يتناوله الناس كالشاي، لذا تظل الدعوة للإصلاح فيها أكثر سطوعا، وبرغم أنها دعوة وطنية، إلا أن عمان تعيش عليها وتنتظر نهايتها، ومع أن الأطراف لم تتزين بمشاريع تنموية كبيرة إلا أن فيها إصرارا من أبنائها على الإصلاح، وهو يبدو أكثر رسوخا من دعوات نخب عمان، التي فقدت بعضها حضورها عندما اكتشف الناس أنها تدافع عن الإصلاح ومحاربة الفساد، وتشكل هيئات دفاع عن رجال أعمال وشركات طالتها شبه الفساد، وذلك أمر لا يستوعب!.

في الأطراف يرتفع صوت الإصلاح، لا رجال أعمال من بين المنادين به، ولا أعضاء في مؤسسات دولية، فالرحلة في أي اتجاه إلى جهات الوطن، تحمل معها الكثير من الانطباعات والأسئلة. فالمسافة بين مدننا برغم أنها ثابتة، إلا أنها تنمويا مختلفة، فالعلاقة مع عمان صارت سبب تمايز، عوضا عن أن السكن فيها بات أيضا يشكل فرزا اجتماعيا في نظر من يسمونها» العاصمة» وهي تسمية تعكس بعدا وجفاء غير مقبول له أن يستمر، وقد آن الأوان للالتفات للريف والمدن البعيدة.

«أهل عمان» لا يشكون تأخر الإصلاح أو الخدمات، وإنما يشكونه أهل الريف، وما يقوله أهل الريف والمدن الأخرى يشخص الحال، ويعكس نظرة تخفي عتبا على التأخر، وقد تشف التعبيرات عن نقد مخفي ومن ذلك: «في عمان المدرسة بباب الدار» وفي ذلك التعليق وغيره، ما يفسر واقع الحاجات في الأطراف، وهي حاجات تأثرت نوعية خدماتها بفعل تحديات كثيرة في الأطراف وعلى رأسها البطالة والهجرة ونوعية التعليم، وكل ذلك سبب كاف لتكون عمان محل الجذب للمحطة المقبلة من حياة الناس.

لا سؤال في الريف عن الأزمة الاقتصادية، إلا بقدر بقاء قليل من الراتب في الجيب، ولا تخمينات عن انعاكسها على سوق العقار، فالناس من قبل نفضوا جيوبهم للبورصة، ومع ذلك تشهد الأرياف حركة ازدهار في البناء. فيقين الناس أن الأسعار التي تنزل لا تتكرر مرة أخرى.

تعديل الحكومة لا يهم كثيرين في الأطراف، وحين تسألهم عن الحكومة لا تجدهم يهتمون بالثقة التي حصلت عليها أو بإجراءاتها، هناك قوت وعيش وظروف مالية وبطالة يحتاج الناس أن يروا حلولا لها، وسيبقى ذلك ما بقيت الديمقراطية التي أفرزت نوابا لهم يمارسون العلاقة مع قواعدهم من باب التذكر والذكرى فقط، وسيبقى العجز؛ طالما الاستثمار متأخر ولا يفرض عليه إن جاء، دورا تنمويا حقيقاً.

مع ذلك، المستقبل قد يكون أكثر إشراقا في القطرانه وجرش والمفرق والكرك والطفيلة، وستظل قدرة الناس في الأطراف على الصبر؛ طالما الدولة موجودة في خبزهم ومائهم وتلفزيونهم، وهذا ما يعني أن أي شيء من الخصخصة لتلك الأمور يعني نهاية الأمل بالسعادة المنتظرة.

لا يعني أهل عيرا وصمد وجبا ومخيم الطالبية أن تهوي أسعار النفظ، أو من هو أمين عمان أو مدير المصفاة أو رئيس منطقة العقبة أو هيئة الأوراق المالية أو رئيس الجامعة الألمانية مثلاً، بقدر ما يعنيهم من هو محافظ البنك المركزي، ففي ذاكرتهم رجل واحد وهو الرئيس السابق محمد سعيد النابلسي، ومع هذا، وللأسف ستظل عمان محلاً تأتي منه الوعود فقط. ( الدستور )

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات