عولمة الإعلام العربي
يعتبر الإعلام منبر المجتمع ورسالته: فهو يوضح سياسة الدولة وسلطتها وقوتها الفكرية والثقافية. يخضع الاعلام العربي لعولمة اعلامية غربية خاصة في ظل الهيمنة الاقتصادية الغربية على وسائل الإعلام، بشقيها المرئي والمسموع والمقروء، ناهيك عن التبعية الإعلامية العربية لهذا الإعلام الغربي من تقليد وشراء لبرامجه ومسلسلاته وثقافته الغربية.
تتمثل السيطرة الإعلامية الغربية بنشر ثقافات وأفكار وتصورات ومفاهيم لا تتوافق مع الدول المستقبلة والخاضعة إعلاميا، ويسعى ممثلو هذه السياسة لإلصاق هذه التصورات الغربية حول مفاهيم معينة بالأجيال الجديدة وتبنيها. ويتضمن الإعلام الجانب الثقافي بشكل مباشر؛ فالنظرية الإعلامية تقول بان ما يتم بثه عبر وسائل الإعلام يمر بثلاث خطوات، معرفة وموقف وسلوك. ومن هنا يأتي التبني للثقافات الاخرى وتقليدها بغض النظر عن تأثيرها السلبي او الايجابي. اعتمدت هذه الدول المسيطرة إعلاميا على البرامج والمسلسلات المتلفزة، الإضافة لمحطات الراديو، لنشر سياساتها وثقافاتها. ومع التطور التكنولوجي السريع أصبح الانترنت هو الوسيلة الاسرع لنشر الغايات الخاصة بهذه الدول عبر مواقع وصفحات الانترنت بالإضافة لألعاب الفيديو (خاصة المتعلقة بالأطفال)، وبالتالي تنشأ هذه الاجيال متمردة اجتماعيا وتطالب بالثقافة الغربية وتقلدها.
إن استمرار التقسيم العالمي للدول ضمن اساس تقدمي لتحالف الشمال المتقدم والمهيمن والقوي اقتصاديا، وتحالف الجنوب المتخلف الخاضع الضعيف اقتصاديا هو امر بعيد كل البعد عن المنظومة القيمية العالمية الداعية إلى الديمقراطية وتقبل الرأي الأخر والحرية للشعوب وتقبل مختلف الثقافات، وما هو الأساس الذي تقوم عليه هذه التقسيمات في ظل اقصاء لسعي او محاولة الجنوب المهمل من ان يتقدم او ان يصبح فاعلا في المجتمع الدولي، علما بوجود دور فاعل لجزء من دول الجنوب وان كان محدودا في بعض المجالات.