استضافة محاضرين غير مستعدين

تم نشره الثلاثاء 14 نيسان / أبريل 2009 12:28 مساءً
د.فيصل غرايبه

تختار الهيئات الثقافية الناشطة على الساحة الأردنية عادة أسماء براقة لشخصيات ذاع صيتها سواء على المستوى المحلي أو المستوى العربي لتكلفها بإلقاء محاضرات في موضوع عرفت ببراعتها في التحدث فيه، و لا تكتفي هذه الهيئات بما هو موجود من هذه الشخصيات في البلاد، بل تخرج إلى النطاق العربي و ربما تجازف فتدعو شخصيات عربية تعيش في أوروبا أو أمريكا أو غير عربية من تلك البقاع، متصورة بأنها تفعل فعلا غير مسبوق موفرة عنصري التشويق و المفاجأة.

توفر تلك الهيئات لهؤلاء المستقدمين من كرم الضيافة و ما يرافقها من حسن الاستقبال و التوديع، و مآدب الغداء و العشاء، و فرص الالتقاء بالمسؤولين و النخبة من السياسيين والمفكرين و التحدث إلى إعلاميين( صحافة - إذاعة - تلفاز)، وتغطية إعلانية إخبارية للحدث الكبير المتمثل بالمحاضرة التي سيلقيها سعادة الضيف الكبير في الساعة المناسبة وفي المكان المناسب.

عندما يحضر الضيف العزيز المحاضر الكبير، يستقبل على المدخل أيما استقبال ، و يتوجه به إلى القاعة المخصصة ، و عادة ما تكون غير مكتظة إذا تركت الدعوة عامة عبر وسائل الإعلان و الإعلام مهما كانت الدعوة ملحة و متكررة و بارزة،أما إذا تحركت فيها  وسائل الجذب و الدفع و التأكيد فان الجمهور سيزداد، و خاصة إذا كانت الشخصية المتحدثة ذات صفة رسمية أو سياسية، و يتوقع أن يحضر للاستماع إليها بعض من علية القوم.

يبدأ مقدم المحاضر و مدير النقاش بالتحدث عن شخصية الضيف و مآثره و اياديه البيضاء و فضله على نهضة العرب و تقدم العلم و المعرفة وجهاده الموصول و نضاله المشهود على الساحة العربية و في تخصصه الدقيق و مجالات اهتمامه  الواسعة و المتعمقة، و ما أن يعطيه الكلمة حتى يسود الصمت بسبب المتابعة من الجميع، و بعد صبر يدوم عشر دقائق أو يزيد، تبدأ علامات الاستغراب بالظهور،فانه حتى تلك اللحظة لم يقل شيئا جديدا أو يشكل قيمة مضافة لمعرفة معظم الحاضرين، و رغم التفاؤل بصلاح الحال قبيل انتهاء حديث المحاضر الكريم، فان المفاجأة تحدث عند لحظة الانتهاء، ألا و هي أم محاضرنا لم يأت بجديد، و انه قد كرر حديثا معادا في وسائل الإعلام المعتادة و يعرفها العامة و الخاصة.عندها يخرج الحضور مندهشين من محاضرهم لم يحضر محاضرته على النحو المفترض.

تشبه هذه الحالة حالة بعض المقالات التي تنشر بالصحف لشخصيات تعتبر بارزة و مرموقة، و لذلك تهتم الصحيفة  بالمقالة و تعمد إلى إبرازها و ربما تضع إشارة تنبيهيه لهذه المقالة على وجه الخصوص مع صورة لشخص الكاتب على الصفحة الأولى، و بعد أن يفرغ القارئ من قراءة تلك المقالة لا يجد فيها جديدا يتميز عن ما نشر مرات عديدة في نفس الموضوع، أو حتى ما يتداول من حديث في الجلسات العامة أو الخاصة.


حري بالهيئات الثقافية في بلادنا أن تتمعن بالأسماء المطروحة للاستدعاء و التكليف بإلقاء محاضرة يفترض أن تكون من العيار الثقيل، لتخرج همها و تغطي تكاليفها المادية و المعنوية، و خاصة ما يتعلق بتشوق الحضور بسماع الجديد و المهم و المتميز. حتى تتمكن هذه المنتديات من تحقيق أهدافها في خدمة الثقافة و الوعي في المجتمع الأردني، و حتى تظل حائزة على رضا الجمهور و بالتالي تجاوبه مع الدعوة إلى حضور محاضراتها و ندواتها في المستقبل.و كثيرا ما نجد أن متحدثين في موضوع ما نحسبهم غير قادرين لأنهم غير مشهورين في مجالهم، يفاجئوننا بالعكس، مقابل الذي يتحدثون في موضوعاتهم وهم من المشهورين بين الناس و الرأي العام و الإعلام، و لكنهم يفاجئوننا أنهم على العكس،و يخوننا الظن بهم، من حيث عرض الموضوع و إعطاء المعلومات و التعمق بالتحليل و التأـشير على الدلالات الكافية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات