ما معنى..حرة ونزيهة قبل نهاية العام؟!

أعرب جملة حرة ونزيهة قبل نهاية العام ..هذا هو السؤال الأول في التوجه الملكي المتجدد لحكومة الدكتور فايز الطراونة وهو سؤال اجباري وليس اختيارياً في ورقة اعتماد الحكومة وشرط نجاحها الأول في الامتحان الصعب الذي تواجهه..
الملاحظة المشفوعة قبل السؤال وبعده جاءت ايضاً بطلب ملكي واضح ومباشر لن نسمح بتأخير أو اعاقة عمل هيئة الانتخاب..فالاصلاح السياسي عنوانه اجراء الانتخابات والتي يسبقها اقرار قانون الانتخاب الجديد في البرلمان اذ لا قيمة لكل ما جرى الحديث عنه والوعد به طالما لم تجر الانتخابات ولم ينهض برلمان جديد لا بد ان تتمثل فيه صفة تمثيل مختلف مكونات المجتمع..
الذي يحيرني انه كلما أكد الملك على هذه الخطوات ووجه الحكومة لانفاذها وحثها عليه كلما خرج أشخاص يشككون ويقولون انه لا نتخابات هذا العام أو ان الوقت لا يسمح أو أن الانجاز لم يكتمل..وهناك من يخلق ذرائع أخرى أو يبرر أن لا حاجة لنا للاستعجال وأن الاستعجال طلب خارجي وليس داخلياً..
المشككون لا يخدمون المصلحة الوطنية الأردنية وان بدوا يختبئون خلفها أو يدافعون عنها..فالانتخابات استحقاق وطني حان وقته نحن بحاجة اليه وان كان ايضاً ضرورياً لجهة اعتماد تجربتنا في المحافل والهيئات الدولية التي ترى في تجربتنا مؤشرات ايجابية لا بد من استكمالها..
الرهان ايضاً هو على الهيئة المستقلة للانتخابات واعضاء مجلس مفوضي الهيئة الذين كان اختيارهم ملكياً فرئيس الهيئة رجل مختبر له دراية وباع وامانة وفيه ثقة ملكية لن يسمح وهو صاحب سمعة دولية بالالتفاف على عمله أو تعطيله أو اجهاضه او التلاعب فيه وبالتالي يشكل بناء الهيئة المستقلة للانتخابات أحد الروافع الحقيقية في بناء المكونات الاساسية للاصلاح السياسي وفيها ومن خلال رقابتها سيجري الأردن تمريناً حياً على التفاعل في المناخ الديموقراطي باعتماد الشفافية..
واذا ما نجحت الهيئة في مهمتها وفرضت نمطاً جديداً في التعاطي مع الانتخابات بشكل عام والنيابية بشكل خاص فإن تراثاً جديداً سيبدأ يتراكم وخبرة ضرورية لا بد من ادخارها فنجاح الهيئة هو نجاح لمسيرة الاصلاح كما قال رئيس الهيئة الدكتور عبد الاله الخطيب..
الهيئة هي «ناطور» المسيرة ومراقبها والتي لا يجوز ان تغمض لها عين أو يمرر من خلالها خطأ يخالف النص المتعلق بها أو بالدستور أو حتى بقانون الانتخاب..
لا سلطة فوق سلطة الهيئة وعلى كل الأجهزة في الدولة تسخير الامكانيات حتى تنجز الهيئة عملها وحتى تصبح القدرات التنسيقية كافية وناضجة مع مختلف الاطراف المعنية في الدولة للخروج بانتخابات تحمل الأردن الى المستقبل وتحقق ما يصبو اليه من نظام عدالة وتكافؤ فرص وتمثيل لكل مكوناته..
واذا ما نهضت الهيئة بتكليفها وأعدت ادواتها واطاراتها واستوعبت المرحلة والمهمة فإن شيئاً كثيراً وكبيراً سينجز وسوف يشار الى تجربتنا في هذا المجال على المستوى الاقليمي والعربي وبالتالي ستضع حجر الاساس لتجربة جديدة تؤكد أننا استفدنا من الربيع العربي وطورنا تجربتنا باتجاه النضج وقطعنا الطريق على المشككين والعابثين والمراهنين على ابقاء بلدنا في صيغ قديمة ومضطربة ومرهونة للمراوحة..
علينا ان نتميز في بيئة مضطربة وآخذة في التفتت والعنف والانقسام وعدم القدرة على تلمس الطريق وهذا ما حدث في بلدان عربية عديدة دفعت وما زالت تدفع الثمن لعدم استيعابها للضرورات الداخلية وحاجات مواطنيها ولا حتى للقدرة على التكيف مع العالم الذي أصبحت عناوينه الأساسية هي قضايا حقوق الانسان وكيفية التعامل مع الأقليات والمرأة وتحقيق العدالة والتمثيل الشامل والحقيقي لكل أطياف المجتمع..
ليس معقولاً أن يستمر المشككون في بدعهم واشاعاتهم رغم التأكيدات المتواصلة والرهان هو على دحض هذه الاشاعات ليس بالاعلام أو الرهان على سقوطها تلقائياً وانما بالعمل الذي ينجز المطلوب من مكونات الاصلاح وبسرعة وعندها تذوب هذه الاشاعات وينهزم المشككون بل يسارعون لاستنكار ما ادعوه ودعوا له قبل غيرهم . ( الرأي )