من يعوضني عن عمل مدته 33 عاما؟

كنت لا أريد حمداً ولا شكورا.
كنت اقبل أجور عملي بقدر عال من السعادة والرضا عن النفس.
كنت أسعد بأجر من عيون أهالي طلابي التي يملؤها الرضا والأمل والطمأنينة.
كنت عاشقة لعملي والعاشق لا يطلب أجراً.
كنت أُريد أن يكون خالصاً لوجه الله وما زال.
أما اليوم فأريد حقي بالكامل أريد تعويضاً على ما لحق بي من ضرر نفسي واجتماعي وأسري وجوانب أخرى بعد تقرير مراكز التربية الخاصة.
عملت في نهاية السبعينات في التربية الخاصة عندما كنا نخط الحروف الأولى لها وعانيت في ذلك ما عانيت إلى أن تفهم الجيران طبيعة عملي واصبحوا ينظرون إلي باحترام ويتمنون العمل معي بعد نظرة الاستغراب لهذا المجال.
وقوف الاهل والاقارب اجلالاً واكباراً لي على عملي المتميز بعد أن كان الرعب يملؤهم خوفاً مما يترتب على هذا العمل من مسؤولية ومما يلحق العائلة من محاسبة على أخطاء قد تحصل في المركز.
أصبحت مصدر فخرٍ لأبنائي فابنتي قدمت محاضرة عن عملي في هذا المجال في أكبر جامعات أمريكا وهي فخورة بذلك بعد أن كان أبنائي يخجلون من عمل امهم في هذا المجال وكثير من الاتجاهات السلبية أصبحت وردية.
والله لقد تقطعت ألماً على الأهل قبل الطفل في التقرير الخاص بالأطفال وشعور الأهل بعدم الأمان على أولادهم في حياتهم فكيف بعد مماتهم.
هل سأصبح أخجل من عملي في التربية الخاصة؟.
هل سأصبح لا أستطيع النظر في عين (من له أم) من طلابنا بعد أن كنا نعطيها الأمل والاحساس بالأمان؟.
هل سيثق الاهل بما أقدمه لهم من نصح وإرشاد؟.
هل ستعتذر ابنتي للجامعة عن تقديم المحاضرة التي قدمتها بصدق وقناعة؟.
التعويض الذي أريده كبير.. كبير جداً وهو قبول الأهل الاعتذار مني ومن جميع العاملين الامناء في هذا المجال ومن المجتمع الاردني، واعتبار ما حدث على قانون لكل قاعدة شواذ وعودة الثقة بالمؤسسات والعاملين في هذا المجال.
وأن الدنيا بعدها بخير، وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال (الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين). ( الدستور )