.. الانتخابات الأولى!

قد يكون انتخاب المصريين لرئيسهم هو الأول منذ الملك مينا (قبل ثمانية آلاف عام)، فقد كان الفرعون ابن الشمس أو ابن القمر أو ابن محمد علي، وحين جاء العسكر إلى الحكم حكموا باسم الثورة، وتركوا للشعب أن ينتخب عبدالناصر أو عبدالناصر، السادات أو السادات، حسني مبارك أو حسني مبارك.. حتى استجاب الأخير إلى الضغوط الأميركية فحدث الانتخاب الأول حيث حصل الرئيس مبارك على 98% من الأصوات وحصل أيمن نور على خمسة ملايين صوت!! .. ثم ذهب إلى الحبس!!. فزمن العسكر كان المرشح واحداً، وكان المسموح هو الاستفتاء وليس الانتخاب!.
الآن، يجد العسكر أن شرعية الثورة لا تكفي، لأن الذين ثاروا واسقطوا مبارك كانوا الشباب الذين لا يملكون تنظيمات قادرة على الامساك بالزمام فكان على الجيش أن يتعكز على حكومات ضعيفة، خطف الإخوان من خلالها ثورة الشباب، وخطفوا مجلس الشعب والشورى.. وهم الآن يستعدون لاختطاف الدستور ورئاسة الدولة. فالفرعون كان يحكم باسم الآلهة، ويجري الآن الحكم باسم الدين!.
كانت الشرعية للثورة، يعني للقوات المسلحة, والمطلوب الآن أن تكون الشرعية للحكم باسم الدين. فذلك ليس غريباً على الأُمّة في تاريخها الطويل. لكن الغريب هو هذا الخليط بين الدين والديمقراطية وقدرات التنظيم.. ففي السودان، والعراق وأكثر من بلد عربي نموذج من هذا النمط من الحكم!!.
الذين يعرفون يقولون أن المعركة الانتخابية الرئاسية ستكون بين الفريق أحمد شفيق، والإخواني السابق أبو الفتوح باعتبارهم الأعلى أصواتاً. أو تكون بهزيمة مذلة للتيار الديني فيأخذ شفيق وعمرو موسى أعلى الأصوات, وتعاد الانتخابات بينهما. وهكذا سيعود الجيش ليحكم من وراء ستار!!.
كنا نقول منذ البداية: الثورة كانت لإعادة إنتاج حكم الجيش!. ( الرأي )