كله عند العرب صابون

مهما كانت التصرفات والمواقف والظروف والصواب والخطأ والنفع والضرر والخسارة والربح فذنب البعض مغفور والعيب مستور والخطأ صواب والموقف الذي يتبناه هو الصواب و لو تبدل تماما مع ثبات المعطيات وعدم تغير الظروف والاحوال ، واعني بذلك كله تصرف رجال الحكم من رؤساء الوزارات والوزراء ومن في حكمهم ،
هذا النوع من التصرف والممارسة والتعاطي مع الاحداث عجيب ومخجل ومحزن ، وعلى من يمارسه الاقلاع عنه بخاصة والشعوب تعيش زمن الوعي والانفتاح ويقظة الامة.
وادلل على غفلة البعض وتناقضهم من حيث يعلمون او لا يعلمون ومن ذلك قديما وحديثا ما يلي على سبيل المثال لا الحصر :ــ
*لما كانت الاحكام العرفية وغياب الديمقراطية كان ذلك في نظرهم هو المصلحة والصواب وكتبوا في ذلك المديح والاستحسان ’ ولما اقتضت الاوضاع العامة الانتخابات في 1989 بدأ هجاء الوضع السابق والحديث عن الاعتداء على حقوق المواطنين
* ولما جرت انتخابات 1989 على اساس حق الناخب في انتخاب جميع مقاعد الدائرة الانتخابية كان هذا هو القانون الامثل والانسب للاردن حتى غدا الحديث عن منافستنا لاعرق الدول ديمقراطية مألوفا’ولما تمت الردة عن القانون نخلوا عظامه تنخيلا ولم يتركوا عيبا في الدنيا الا وضعوه فيه ومجدوا ما سمي بقانون الصوت الواحد واصبح هو المنقذ ، واللعنات لسابقه الذي خرب المجلس الحادي عشر !!!!
والان اصبح قانون الصوت الواحد والدوائر الوهمية معيبا عند معظم ( الشعراء )!! الا ان تستخرجه الحكومة من القبر
*دمج البلديات وتقليصها بعد اتساعها كان عند البعض هو الفتح المبين والحل الجوهري وضبط النفقات وسرعان ما تغير الرأي للعودة عن كل الفضائل في القرار
واصبحت الاجراءات على الارض لاعادة فصل البلديات وهكذا ........
* امتحانات الثانوية العامة واشكالها المتعددة المتباينة ولو الغيت لشتمت وتعرضت لهجمة كبيرة كالعادة ولاصبح الغاؤها هو التقدم العلمي وتفجير الطاقات الشبابية
وهكذا الحديث عن الاصلاح والحراك الشعبي في العام الماضي والاستجابة الى ضرورة تحقيق تعديلات دستورية واصلاحات سياسية حقيقية كان مشروعا وضروريا ومشروعا وعملا وطنيا ويؤشر على الانتماء الحقيقي، ولما ظن البعض ان الريح مالت مال رايهم وقرارهم وتقييمهم ومواقفهم فاصبح الحديث عن الحراك الشعبي بايجاب تهمة وخيانة وخدمة لاجندة خارجية .
*المكونات الرئيسة والهامة والوطنية والتي لا يمكن تجاوزها وسرعان ما يتغير الموقف تجاههم وتتناولهم الالسنة والاقلام باقذع الشتائم والتهم التي لم يقلها مالك في الخمر فسبحان الله الذي من مخلوقاته البشرية من يغير موقفه في اليوم الواحد او الشهر الواحد مرة او مرات دون سند او مسوغ مقبول .
*وهكذا تجد البعض من هؤلاء يطبلون للقادم رئيسا او وزيرا او مسؤولا ويكون فلتة الزمن وهبة الله في الارض ’ واذا اقيل او غادر هاجموه وحملوه مسؤولية كل شيء حتى انه كان هو العقبة في التقدم والازدهار وحل جميع المشكلات،
وهكذا الحال في فرض الضرائب ورفعها ، واذا اتخذ قرار بخلاف ذلك كان هذا هو الصواب او الاصوب .
وهكذا فالقائمة طويلة في منهج هؤلاء الذين لا يجدون وقتا لاقناع انفسهم لم مدحوا ولم ذموا ، وما سبب موافقتهم وما سبب معارضتهم ؟ وما سبب تقلب مواقفهم وعدم ثباتها
وقبل ان يتسرع البعض لتسويغ هذه االاخلاق الخماسينية والمواقف المضطربة بالقول ان الانسان يمكن ان يعدل عن موقفه الاول ان وجد مصلحة في ذلك ، فليس هذا الذي اعنيه الموضوع بخلاف ذلك فالتصرف ان كان من غيره كان خطيئة وان كان منه كان انجازا حكيما عظيما وهو دون المعجزة بقليل هذا ان تواضع .
يجب ان تحكم القيم والثوابت والمحددات المنطقية في محاكمة القضايا والمواقف والمسائل ليمكن التعامل معهم والاتفاق او الاختلاف معهم
ترى هل يكف هؤلاء عن هذه الممارسة وعن هذا المنهج في التعامل مع الاحداث ، ليحترم عقول الناس وعقله ، من لنا من يدور مع الحق والخير والهدى والصلاح حيث دار ، وان ذا الوجهين لايكون عند الله وجيها . ( الدستور )