سوريا، بانتظار المعجزة

إذا كان النظام السوري ينفي أنّه وراء مذبحة الحولة، وأيضاً ما يسمّى بالجيش السوري الحرّ يفعل الشيء نفسه، وليس هناك من طرف ثالث قادر على مثل ذلك التفجير، فالسؤال إذن هو: من الذي قتل نحو مئة شخص ثلثهم من الأطفال، يُقطّع القلب مشهد وضعهم في قبر جماعي أمس.
كما في العراق، وبعده في ليبيا، صار الموت مجانياً في سوريا، والجرائم تُسجّل ضدّ مجهولين، وبالتالي فالاتهامات المتبادلة لا تُقنع أحداً، فتكرر الجرائم يعني الإدانة للطرفين المتقاتلين، وهذا ما يمكن تسميته بالحرب الأهلية، وهذه الحالة هي ما كانت الأطراف العاقلة تخشى من الوصول إليها.
سوريا دخلت مرحلة سيكون الحسم فيها على الأرض، ممّا يعني الكثير الكثير من الدماء، وعلى النظام السوري قبل أن يواصل استخدام أقسى أنواع القوّة أن يسأل نفسه: هل أقنع أحداً بتوجّهه للإصلاح السياسي، بدءاً من الدستور، ومروراً بالاستفتاء، وانتهاء بالانتخابات الشكلية، وعلى الجانب الآخر، على المعارضة السورية أن تسأل نفسها: هل أقنعت الشارع السوري بتخبّطها، وإيصالها البلاد إلى نقطة حرب أهلية، وهي التي تعيش في الخارج؟
نحتاج إلى عبقرية سياسية للوصول إلى حلّ في سوريا، وربّما للأسف نحتاج إلى معجزة، ولا يبقى سوى أنّ الأطراف العربية التي تموّل شحن السلاح تحمل في عنقها دماء سورية، وأنّ الأطراف التي تعطي النظام السوري ضوءاً أخضر لفعل ما يريد تحمل أيضاً في أعناقها الكثير من دماء الشعب السوري.( الدستور)