مجتمعات مستقلة منتجة.. ومشاركة اقتصاديا

تم نشره الأربعاء 30 أيّار / مايو 2012 12:50 مساءً
مجتمعات مستقلة منتجة.. ومشاركة اقتصاديا
إبراهيم غرايبة

 يقاس نجاح صندوق تنمية المحافظات، وجميع البرامج والمشروعات والمؤسسات التي تعمل مع المجتمعات، بمدى الاقتراب من هدف واضح وبسيط: أن تكون لدينا مجتمعات قادرة بنفسها على إدارة وتوفير الاحتياجات الأساسية، وتوليد فرص عمل حقيقية ومنتجة لجميع أبناء المجتمع.. أن تستطيع البلدات والمدن توفير فائض من مواردها وموارد أهلها تمول به وتدير منظومة اقتصادية اجتماعية ثقافية. وهذا المعيار أيضا هو ما يمنحنا القدرة على الحكم بجدوى وفشل ونجاح الاستثمارات والمشروعات والبرامج المقامة في المحافظات والمدن والبلدات. المسألة ببساطة: كيف يستطيع الناس في المجتمعات والمدن أن ينشئوا مواردهم المرتبطة بالمكان الذي يعيشون فيه على النحو الذي يحقق لهم حياة كريمة، ويمكنهم من امتلاك وإدارة وتوفير الحاجات والخدمات والسلع الأساسية، ويمكنهم أيضا من تنظيم وإدارة برامج ومؤسسات اجتماعية وثقافية يستطيعون تمويلها وتطويرها على النحو الذي يستوعب جميع المواطنين؟تبدأ العملية التنموية والإصلاحية بسلسلة مشروعات للطاقة الشمسية، وتدوير المياه وجمعها وتنظيمها في جميع المدن والبلدات، بحيث تكون كل بلدة قادرة على توفير الماء والطاقة لنفسها دون حاجة إلى جلبها من الخارج، وربما تساهم في شبكة الطاقة على نحو يعود عليها بفائض من الطاقة يمكن تسييله نقديا. نحن بذلك نوقف كارثة استيراد الطاقة وتكلفتها الهائلة، ونوفر الماء اللازم للشرب والريّ، وهذا بطبيعة الحال سيؤسس لاقتصاد زراعي!الزراعة حول المدن والبلدات وفي المحافظات ستنشئ مشاركة اقتصادية، وتحفز الناس على مواصلة إقامتهم في بلداتهم، وتجعل الغذاء أقل كلفة، وعلى الأقل ستجعله متوافرا حتى مع الفقر والظروف الاقتصادية الصعبة. ويمكن للزراعة أن تكون بيئة وإطارا لسلسلة من مشروعات الصناعات الغذائية والدوائية، وستكون أيضا أساسا للثقافة والهوية والانتماء والمشاركة والعلاقة الاجتماعية والثقافية مع المكان؛ فمعظم، إن لم يكن جميع الروابط والقيم الثقافية والاجتماعية وأساليب الحياة والعلاقات الاجتماعية، هي ضمن سلسلة الاقتصاد الزراعي والعلاقة بالمكان، فالقيمة الأساسية للمكان هي العطاء والزراعة.لا يمكن، وإن كان ممكنا فليس مناسبا، أن تقوم المشروعات الاقتصادية في المحافظات على أساس الدعم الكامل أو الكبير للناس، فلا بد من أن تشارك المجتمعات (أفرادا وبلديات ونقابات وجمعيات وشركات). وأسوأ ما تقع فيه مشروعات التنمية هو التمويل السخي أو السهل لمبادرات أو مشروعات وبرامج، سواء كانت قائمة بالفعل أو في مرحلة التخطيط والإنشاء؛ ولكنها تنشأ ضمن مبادرات ومشاركات بين الدولة والقطاع الخاص والأفراد والمجتمعات. على سبيل المثال، ينشئ القطاع الخاص مصنعا للمنتجات الغذائية، ويتعهد بشراء كل المنتوجات الغذائية، ويمكن للجمعيات والصناديق الاستثمارية والمؤسسات الحكومية والنقابات أن توفر الدعم الفني والتقني والتنظيمي ليتمكن الناس من استصلاح الأراضي وزراعتها وتطويرها، أو تقديم فرص التسويق والتدريب والمشاركة والتواصل لأصحاب المبادرات والمشاريع المنتجة في البلدات. هناك سلسلة غير منتهية من الأفكار والمشروعات القابلة للتطبيق والنجاح، نحتاج فقط إلى قدر من الخيال والنية الحسنة! (الغد)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات