عنان في عمان..!

يُعبر الأردنيون من خلال قيادتهم عن قلقهم الشديد مما يجري في سوريا التي هي امتداد جغرافي وديموغرافي ووجداني لنا، فالدم المسفوك في سوريا نعيشه بكل تفاصيله..انه ليس عرضاً سينمائياً أو تلفزيونياً محايداً..ولذا فإن استمرار الحال السوري على ما هو عليه ينذر بالخطر في المنطقة كلها وهو نزيف في الجسد السوري يؤذن بهلاكه وقد تتمزق سوريا وتتهاوى الدولة قبل سقوط النظام الذي يفضل الاستمرار على استمرار سوريا الوطن والشعب..
عنان في عمان..والمؤشرات التي قالها في العلن وغير العلن تنبيء بمخاطر شديدة..ويبدو أن النظام لا يدرك تطورات الحالة السورية بعد مجزرة الحولة والتحولات القوية في الموقف الدولي وما ستؤول اليه المضاعفات وحتى لو كان يدرك فإنه ما زال يركب رأسه ويضع هذا الرأس في الرمل وهو يرى الحرائق التي يزداد اشتعالها..
صدر النظام في سوريا أزمته الى لبنان وهو يعمل على تصديرها الى الجهات الأربع ما استطاع الى ذلك سبيلا حتى تختلط كل الأوراق وشعاره «عليّ وعلى أعدائي» خاصة وانه يعتقد أن أعداءه كل محيطه والعالم بعد ان لم يدرك ان هناك استحقاقات لم يدفعها ولا يريد أن يدفعها وأنه يتحمل مسؤولية تفاقم الوضع السوري منذ احداث درعا المبكرة التي نصحته ساعتها جهة عربية أن يستدرك حلها فأبطأ.
ليس من مصلحتنا ان تتفاقم الاحداث في سوريا ولا أن تسفك الدماء وتشتعل المدن والقرى ولا أن تتطور الوقائع الى حرب أهلية وحتى لم يكن في مصلحتنا سقوط النظام نفسه لأننا لا نعرف ولا نضمن من سيأتي بعده حسب القراءات الأولية المستفادة مما يجري في المنطقة..ولكن أفعال النظام الوحشية ومجازره المتتالية وترك سوريا نهباً للتدخلات الداخلية والخارجية وتدويل أزمتها وحالة الاستقطاب وعدم حماية المدنيين بل والعمل على التحريض وقتله الشعب السوري باسم مكافحة الارهاب كل ذلك لا يجعل أي طرف عربي أو دولي يتعاطف مع هذا النظام أو يدعو لبقائه..
في جعبة عنان الكثير وما سمعناه في عمان منه خطير ويدعو للاستنفار واحتساب القادم وتوفير كل أسباب الوقاية والمطلوب فكفكة القنبلة السورية التي هي برسم الانفجار والطوفان وعدم تركها تنفجر وتتشظى وتغرق المنطقة في الدم والعنف.. والسؤال كيف؟
هل بموقف دولي أقوى؟..هل بوعي سوري أعمق وتحمل الشعب السوري وجيشه المسؤولية في التخلص من رموز النظام؟..هل بمشاريع سياسية ما زال النظام يرفضها كالنموذج اليمني؟..هل يكرر النظام أخطاء النظام الليبي الى ان يغرق تماماً؟..هل فقد السوريون البصر والبصيرة وليحدث في بلدهم ما يحدث؟..
حالة المنطقة مع سقوط النظام السوري أو استمراره حالة المستجير من الرمضاء بالنار خاصة وان هذا النظام يضع العنق السورية على المقصلة فإما هو في البقاء واما الجميع الى الفناء..
ما هو السيناريو القادم وما هي خارطة عنان الذي يحمل في جيبه ورقة تأبين أو تسليم مهمته..هل ينفض يده الدولية والعربية من المهمة التي عاد منها العرب صفر اليدين وتحولوا الى متفرجين أكثر منهم فاعلين؟ أم هل يسلم المهمة للمجتمع الدولي وتعبيراته في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقد ردت العواصم العالمية الكبيرة بطرد السفراء في رسالة واضحة على التضييق الأخير على النظام؟.. ماذا لو نزع المسمار الروسي والصيني من نعش النظام؟..( الرأي )