(نشفوا دمه ) ؟!

ادخل ( ابو العبد ) الى احدى المستشفيات لاجراء عملية ( الزائدة ) وقبل اجراء العملية طمأن الاطباء ( ابو العبد ) ان عمليته بسيطة جدا ولا داعي للخوف والقلق خاصة ان جميع الفحوصات التي اجريت له مطمئنة ..
بدأ اقارب واصدقاء ( ابو العبد ) بالتوافد الى المستشفى للاطمئنان عليه ليرفعوا من معنوياته قبل ان تجرى له العملية ..
كان من بين الزائرين احد اعمامه وهو رجل تجاوز الـ 80 ومن طبيعته انه لا يحب الثرثرة فرفع احدى يديه واشار اليه باشارة ( النصر ) ثم قال له : عمو لا تفكرولا تخف .. بعد العملية ما في غير خيارين : يا حمدا لله على السلامة .. يا الله يعوض عليكو !
لم يكمل هذا العم خياراته حتى اصبح وجه ( ابو العبد ) شاحبا .. فالخيار الثاني لم يكن وارادا على الاطلاق في تفكير ( ابو العبد ) ولوحظ بعدها انه اصبح كثير ( السرحان ) و ( الاستغفار ) في الوقت نفسه !
جاء بعد ذلك لزيارته احد ابناء ( العمومة ) واراد هذا الشخص ان يستذكر امام (ابو العبد )عددا ممن اجروا العملية نفسها في عائلتهم وذلك ليطمئن قلبه .. فقال له : لا تخف " رحمة فلان " .. سوّاها !
للاسف الشديد طبعا ترك هذا ( الاخ ) جميع الاحياء في عائلتهم ممن اجريت لهم العملية نفسها ولم يستذكر في تلك اللحظة الا ذلك ( المرحوم ) .. فاصبح ( ابو العبد ) بعدها يكثر من شرب السوائل بعد ان علم ان ( المرحوم ) اجريت له العملية نفسها قبل ان يموت بعشر سنوات!
على مسامع ( ابو العبد ) ومرأى من عينيه حدث نقاش حاد بين عدد من اقاربه ممن جاءوا لزيارته .. النقاش كان يدور لمن يعطى ( الغداء ) حال ما حدثت حالة وفاة في العائلة ولم يكن مقصودا بهذا النقاش أي احد .. كان هناك من يريد اعطاء الغداء لمن يسبق في ( العزومة ) وهناك من يريد ان تكون العزومة على حساب صندوق ( العائلة ) .. وسط هذا النقاش الساخن ( ابو العبد ) هو الوحيد بينهم الذي كان يريد فقط ان يقاس ( ضغطه ) على الفور !
الى هنا لم تتوقف معاناة ( ابو العبد ) مع زائريه لا بل زادت عندما قام بزيارته زوج ( خالته ) وقال له : يا ابو ( العبد ) بتشيل برغي من السيارة بتبطل تشتغل .. كيف بشتغل الانسان من دون زائدة .. ولا قادر اعرف ؟!
هذا التساؤل جعله يرتعب ويخاف وانتظر حتى انهى زوج ( خالته ) زيارته فطلب على الفور احضار الطبيب المشرف على حالته ليشرح له بشكل مفصل عن وظائف الزائدة في جسم الانسان .
جاء هؤلاء ليرفعوا من معنويات ( ابو العبد ) فرفعوا كل شيئ لديه الا ( المعنويات ) .. فتقرر تأجيل عملية (المسكين ) لحين استقرار وضعه الصحي المتدهور . (العرب اليوم )