قبائل عاملة

في تعليق ساخر من صديق على مقالي حول الاصول الكركية لشيعة لبنان, جاء فيه (لم يبق الا ان ترد سكان مالطا واهالي الاندلس لأصول من الاردن).
وفي الحقيقة فان جزءا من سكان مالطة والاندلس يعودون فعلا لاصول من الاردن وقبل الحديث عن ذلك, فان غالبية الموارنة وليس الشيعة في لبنان يعودون لهذه الاصول, فاكبر العائلات المارونية, ال الخازن, هم ابناء عمومة للمعشر والدبابنة وعماري, وغالبية شيعة لبنان كما يذكر الدباغ وعبدالغني عماد تعود لمناطق الكرك وتحديدا لقبائل عاملة التي تشيعت مع الفاطميين في الكرك وغادرت الى لبنان بعد ان هزمها صلاح الدين.
ولمن لا يعرف فإن هذه القبائل التي تعود الى اصول يمنية تحملت العبء الاكبر في تكريس الدولة الاموية خاصة الفرع المرواني, سواء في مواجهة القيسية وخصوم المروانيين او في تكريس الدولة الاموية في الاندلس بعد هزيمتها امام العباسيين في معركة الزاب.
وعلى ما يذكر الدكتور صلاح جرار في كتابه (اردن الاندلس, فإنه لولا قبائل جند الاردن, ومنهم قبائل عاملة لما انتصر عبدالرحمن الداخل على خصومه من البربر والقيسية وزعيمهم يوسف الفهري في معركة المصاره على نهر قرطبة 138ه¯.
ولما ثبت حكمه على الاندلس ونالت قبائل جند الاردن منطقة ملقا او مالقا الاندلسية التي يعود سكانها الى أصول عربية. وتذكر مصادر اخرى ان قسما منها هرب الى مالطا بعد انهيار الاندلس...
وحسب اعمال المؤتمر الثالث لتاريخ بلدان الشام, فان قبائل شرق الاردن بقيادة المبرقع اليمني (ابو حرب) ثارت على العباسيين ايام المعتصم وكانت قبائل عاملة مع لخم وجذام مكونها الاساسي, وصنفت تلك الثورة بأنها مزيج من ثورة فلاحية وأموية ويمنية ضد العباسيين. ( العرب اليوم )