الحل في الداخل موقف الجيش والحل في الخارج أميركي - روسي!

قد يكون عمق الجراح السوري هو الذي يملي الآن التعقل على مطالب المعارضة، وهو ما استمعنا إليه من رئيس المجلس الوطني الجديد د. سيدا حين رفض التدخل الخارجي على الطريقة الليبية، واشترطه بالبند السابع من الميثاق الدولي... أي باجماع مجلس الأمن بما فيه روسيا والصين!!. وهذا هو موقف تجمع التنسيقيات منذ البداية!!.
الآن علينا أن نفهم .. ومع احترامنا لثورة الشباب ان استقالة بن علي أو حسني مبارك لم تكن لأي سبب.. غير شعور الرئيسين بأن الجيش ليس معهما. والتدخل الوحيد الأميركي – الأطلسي في العراق وليبيا لم يكن أكثر من خطيئة في القرار الدولي أولاً لأنه تجاوز مجلس الأمن، وثانياً لأنه استهدف استئصال النظام، وليس رأس النظام!!.. استئصال النظام والعجز عن إقامة نظام بديل ديمقراطي أو مقبول!!.
لو أن بشار الأسد يلاحظ في أي وقت أن الجيش ليس معه، فإنه قطعاً لن يكون اشجع من بن علي أو حسني مبارك. وإذا كانت واشنطن, وربما موسكو قد قبلا «الحل اليمني» فإن علينا أن لا ننسى أن هذا الحل هو, في كل الأحوال, حل مجلس التعاون الخليجي, وضغط هذا المجلس على الرئيس علي عبدالله صالح للتنحي لنائبه, وإبقاء حزبه في مجلس الشعب, وفي الوزارة الائتلافية!!
ولعل مثل هذا الحل غير وارد في سوريا لأن النظام السوري يرفض الوساطة العربية منذ البداية, ويرفض اقتسام السلطة. فهذا الحجم من الدم يجعل من بشار الأسد شخصاً غير مقبول حتى داخل النظام, فهناك في النظام ذاته من لا يريد ان تكون سوريا عراقاً ثانياً!!
الروس ليسوا أشراراً. فهم يقبلون الآن حلاً سياسياً للقضية السورية دون بشار الأسد شرط أن لا تكون الفوضى او القوى المتطرفة هي البديل, وشرط أن يكون لها موطئ قدم مقبول أميركياً في سوريا!!
ما رأي القوى الإقليمية؟! لا نظن ان هذه القوى تخرج عن التوافق الأميركي – الروسي.
( الرأي )