من تثبيت الأسعار إلى شبكات الأمان

تم نشره الأربعاء 13 حزيران / يونيو 2012 01:13 صباحاً
من تثبيت الأسعار إلى شبكات الأمان
فهد الفانك

الاتجاه الجديد الذي يلبي الاعتبارات الاجتماعية يقوم على شبكات الأمان التي تؤمن الحد الأدنى من الضمانات لفئات المجتمع، ويتجنب سياسة تثبيت الأسعار والدعم الشامل.
شبكة الأمان ترجمة لقيام الدولة بواجبها تجاه الفئات الأضعف في المجتمع، في حين أن تثبيت الأسعار عملية لولبية متصاعدة، من السهل أن تبدأها حكومة ما ومن الصعوبة بمكان أن تخرج منها حكومة أخرى، وكلفتها متصاعدة ولا تخضع للسيطرة، لأن الأسعار في السوق العالمية متقلبة ويصعب التنبؤ بها فلا يمكن معرفة كلفة التدخل لتثبيت الأسعار عند إعداد الموازنة.
شبكات الأمان تشمل صندوق المعونة الوطنية، التأمين الصحي، التعليم المجاني، كفالة أمراض مستعصية معينة، تأمين البطالة، وما إلى ذلك مما تستفيد منه شرائح اجتماعية معينة لا يحول فقرها دون حصولها على هذه الخدمات الضرورية.
تثبيت الأسعار له تداعيات سلبية عديدة غير التكاليف المالية غير المحددة، فالمعروف أن المستهلك يتصرف بشكل منطقي، فيزيد استهلاكه من العناصر التي تنخفض أو تستقر أسعارها، ويخفض استهلاكه من العناصر التي ترتفع أسعارها، فيستفيد ويخدم المصلحة العامة، في حين يقوم الدعم بتأثير معاكس فيشجع استهلاك المزيد من العناصر المدعومة كالمحروقات والكهرباء والماء.
لا يستطيع أحد أن يقف في وجه شبكات الامان التي يمكن تحديدها حسب إمكانيات البلد وموارده المتاحة، وتنظيم موازنة عامة قابلة للتطبيق بدون مفاجآت. أما نصيب الأسد من الدعم الشامل فيذهب إلى الأغنياء، لأن الاستفادة من الدعم تتناسب طردياًً مع حجم الاستهلاك.
الذين يؤيدون سياسة الدعم الشامل ويدافعون عنها، حتى وهي ممولة بالمديونية، إما أن يكونوا عن وعي أو عن غير وعي أدوات في خدمة ذوي المصالح الكبيرة، وإما أنهم يفتقرون إلى الوعي ويعتقدون أن الشعب والحكومة في حالة تناقض، وأن ما يفيد الحكومة يضر الشعب، والعكس بالعكس.
في الأردن نمارس الدعم الشامل وشبكات الامان معاً، وقد فشلت سياسة الدعم الشامل وأسهمت في تفاقم عجز الموازنة ووصلت إلى طريق مسدود، في حين نجحت شبكة الأمان، مما يفرض على الحكومة الأردنية الانسحاب التدريجي من منطقة الدعم الشامل وتثبيت الأسعار وتتجه إلى تعزيز شبكة الأمان المكرسة لمصلحة من يحتاج الخدمة ويستحقها. ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات