زناة الحجرات المقدسة .

هيكل يهودي محاذ للمسجد الأقصى اتخذت من أجله المستلزمات الصهيونية كافة للبدء في بنائه، ولم يبق سوى تحديد ساعة الصفر للانطلاق. وكونه هيكلاً لن يقبل مجاورين فإن التخطيط لهدم الأقصى وقبة الصخرة يكون قد وصل إلى النهايات بالضرورة، وهذا ما لم تعد الدوائر الإسرائيلية تخشى الإفصاح عنه، ولم يعد عملها سريا وإنما تظهره للعلن وتجاهر به وتتفاخر أيضا!
فقد صادقت حكومة العدو الإسرائيلي أخيرا على إقامته فوق مساحة تزيد على 9000 متر مربع بقرب باب المغاربة، وأطلقت عليه اسم «الهيكل التوراتي»، وسيكون فيه كل ما يلزم يهودياً ويؤمن الطقوس التوراتية على أساس توسعته، بعد هدم كل أماكن العبادة من مساجد وكنائس وأماكن تاريخية؛ ليكون المكان هيكلا خالصا ويهوديا فقط.
ويجري كل ذلك على مرأى ومسمع العالم كله دون تحريك ساكن لمنعه! ويقف العالم الإسلامي منه عاجزا بلا حول، ودون أي قوة، بعجز قل مثله، ولم يلفه خجل بعد، وهو يغض الأبصار عن إقامة هيكل على أنقاض مقدساته، ويذهب مع الدنيا وكأن شيئاً لا يجري على ظهره! وما في ذلك من هدر لكرامته وخيانته أمانته على الإسلام والأمة.
في المتابعة، أن أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان قد صرح بأن المخطط الصهيوني لبناء الهيكل، سيؤدي إلى قيام ثورة عربية إسلامية لا يعلم مداها إلا الله! وأنه يحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية، وكان الأولى به أن يدعو إليها ويطالب العالم الإسلامي بنصرتها، لا أن يظهر وكأنه يخشاها أو يحذر منها!
علماً أن ما يحذر منها كنعان إنما هي السبيل الوحيدة لاستعادة المقدسات ووقف اغتصابها المستمر منذ ما يزيد على أربعة عقود، القوم خلالها ما زالوا يسترقون السمع على صراخها، ويعفون عن زناة الأرض في حجراتها، ومنهم مَن يسامرهم ويتقادح معهم لذة نشوة المشاهدة كأي عاجز مهزوم يقترفها في عرينه المستباح أصلاً.
ليت الأمين العام كنعان -بما لديه من لجنة ملكية كعنوان- يكون المبادر إلى إطلاق الثورة التي تحدث عنها بكل عنان، وألا ينتظر دفعها إلى غياهب النسيان الذي هو نقمة وليس نعمة، كما تغنيه ميادة شادية الألحان.
( السبيل )