في «التعديل» و «التظليم»!

أكثر ما يغيظنا حين تقوم الحكومة برفع أسعار أيّ شيء، فهي لا تعلن عن رفع، بل تعلن عن “تعديل”، وهي كلمة مضللة، فالتعديل يعني أنّه كان هناك ظلم، والعودة الان عنه إلى وضع أكثر عدالة!
فالتعديل من العدل، ومن العدالة، وهو أمر لا علاقة له برفع الأسعار الذي يحمل الكثير من الظلم بحق الناس، وهكذا فالكلمة المناسبة في آخر رفع قامت به الحكومة أمس هي “تظليم” أسعار بنزين تسعين لتصبح الصفيحة بأربعة عشر ديناراً.
وكما كتبنا هنا مع رفع أسعار البنزين خمسة وتسعين أنّنا نرفع في زمن انخفاض قياسي لأسعار النفط، وأنّ الدول المجاورة تُخفّض الأسعار، نكتب الآن مع التسعين، فالأسعار ما زالت في انخفاض، وهناك حوار في أوبك حول الموضوع، ولا يخفى ذلك على لبيب يتابع شريط الأخبار على الشاشات.
الطريف أنّ الرفع “التظليم” الجديد يأتي عشية الإعلان عن دراسة للبنك الدولي تقول إنّ الأردن يعاني أزمة مالية خطيرة سببها السياسات المالية الخاطئة، وهنا ننهي بتساؤل: هل المسؤولون يأكلون الحصرم، وعلينا نحن أن نضرس؟ وهل علينا دوماً أن نتحمّل خطايا الآخرين؟ (الدستور )