كيف ترى «بسكليتتي»؟

تم نشره الأحد 17 حزيران / يونيو 2012 11:23 صباحاً
كيف ترى «بسكليتتي»؟
احمد حسن الزعبي

لا أعرف كيف استطاعت حكوماتنا أن تصمد  شهورا طويلة تحت ضغط وإلحاح الشعب على نفس المطالب ولم تصب «بالصرع» او الرضوخ ، بينما أنا لم اصمد أكثر من ثلاثة أيام تحت إلحاح ابني الأوسط 5 سنوات ..حتى انهرت أمامه وقبّلت يديه ودموعي تملأ وجهي طالباً منه أن يعتقني لوجه الله..
منذ ان انهى أخوه الأكبر  امتحاناته المدرسية ..وهو يكرر ذات الطلب كل خمس دقائق..»اشتريلنا بسكليتات»..فأردّ عليه بكلمات تطمينية لا تسمن ولا تغني من جوع  «طيب ..ان شاء الله..بس افضى»...
اذا ما لمحني ألبس قميصي حتى يعود للسؤال: « رايح تشتري لنا بسكليتات»؟..واذا ما شاهدني أدخل البيت حتى يعود لنفس النغمة «جبت لنا البسكليتات»؟..حتى اذا ضبطني وانا خارج من الحمام سألني «وين البسكليتات» ؟..فأجيبه إجابة لا تسره ابداً..
ثلاثة أيام أنام على نفس المطلب..وأصحو على نفس المطلب..بصراحة استنفذت كل الحجج التي يمكن ان يقدمها أب   ..من ربط شراء «الخايسات» بنزول الراتب ..وانخفاض حرارة الجو.. وإقرار قانون انتخابي جديد،  كما لم تجدِ معهما  حجة وفاة حماة صاحب محل» البسكليتات»..ولم يعد يعجبهما قصة مراحل التحضير وبأن المشغل ما زال في طور تصنيع العجلات أو ينتظر شحنة «جنازير» أصلية من كوريا..هلكني   لكثرة ما كرر نفس الطلب وأعاد نفس الكلمات، حتى رضخت له أخيراً - يوم امس-  واحضرت لهما بسكلتين كبيرين يسدان نموهما على الأقل لخمس سنوات قادمة ، وانا أقبل يديه و»كوعيه» و»أذنيه» وأقول له بعرض كرمة العلي هاي جبتلك «بسكليتة» بس اعتقني لوجه الله..
بعد ان أحضرت «الماخوذتين» بدأت أراقبهما من خلف نافذتي  وهم يحاولان التعامل مع البسكليت لكن دون جدوى  في حوش الدار ،منذ الظهيرة وحتى الغروب ، فارتفاع الكرسي واتساع «قودين» التوازن حال دون استمتاعهما   ..بعد ان يجلسا للحظات على المقعد ، يتأرجحان، ويصطدمان ببعضهما بعضا...المهم حاصل جمع ما قطعوه من امتار طوال النهار تقريباً يراوح الصفر..
بالأمس فقط عرفت ما تعنيه عبارة «الدم للركب» ..فبعد الفحص السريري على جسديهما العاريين قبل النوم ،اكتشفت انه لا يوجد سنتمتراً واحداً الا و فيه «طعنة قودين» ،أو «خمشة  بريك»..أو سحجة «جذع زيتون» أو «لخّة دعّاسة « ..أو»عضة جنزير»، من باطن القدم  و الكاحل مروراً بالركبة والخصر والبطن والرقبة والعمود الفقري  وانتهاءا بالابطين والوجه، كلها  كانت عبارة عن لوحة للعلامات الفارقة و»الدعادير» والكدمات العشوائية...
نظرت إليهما وانا حزين على وضعهما لكني «متشفٍ» على «ملاخمتهما» وعباطتمهما في نفس الوقت، كان بإمكانهما ان يعتذرا عن قبول البسكلتين ،  ويريحاني ويحفظان سلامتهما!!!... ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات