.. الفرق هو حجم الفساد وحجم أجهزة القمع!

تم نشره الإثنين 18 حزيران / يونيو 2012 12:40 صباحاً
.. الفرق هو حجم الفساد وحجم أجهزة القمع!
طارق مصاروة

من العبث الآن استباق الأحداث التي تلي انتخابات الرئاسة في مصر. ليس لأنها لغز يصعب حلّه، وإنما لأنها تدعو لمزيد من الاحباط.. للمصريين كما للعرب الذين أملوا بربيع حقيقي يحمل اليهم التغيير والانبعاث في حياة جامدة اعتادوا عليها!!.
ومن العبث أيضاً، محاولة تحليل نتائج الثورة السورية وما على المهتم إلا ان يشهد نقاشاً بين أردنيين اثنين: واحد مع النظام «التقدمي الممانع»، وآخر مع تغيير لمصلحة الاخوان والحلف الأطلسي والإمبريالية. وهناك من لا يزال يعتقد ان الثورة غير حقيقية، وان فضائيات الجزيرة والعربية هي التي تصنعها، وما على الواحد منّا سوى قطع الحدود، والتجول في سوق الحميدية ليتعرف إلى صدق النظرية. وهناك من يعتقد أن النظام في دمشق يلفظ أنفاسه الأخيرة.. لولا تدخل روسيا وإيران وحزب الله اللبناني لمساندته ودعمه مالياً وعسكرياً وسياسياً!!.
- ماذا يجري في ليبيا؟!. ماذا يجري في تونس؟ ثم وهذا الأهم: ماذا يجري في العراق الذي ينام على متفجرات ويصحو على متفجرات، ويحمل أبناؤه جثث أحبائهم إلى مقابر لم تعد تتسع لمئات آلاف الذين سقطوا في الحروب وقضوا في الصراعات الداخلية التي اخذت دور العدو الخارجي.
يشعر الناس عندنا ان المعارضين اهل الاعتصام والتظاهرة لم يعودوا يهددون النظام «بثورات الربيع» فالخارج العربي ليس بهذه العظمة ليكون المادة – النموذج لما تريد المعارضة اقامته في الداخل الاردني. والكلمة التي يرددها الاردني البسيط في وجه كل هذا الضجيج في الشارع، اللهم ادم علينا نعمة الامن والاستقرار، فقد اكتشف الجميع وخاصة في مصر ان التغيير عبر ميدان التحرير لم يكن الثورة التي كان يحلم بها، وان الثوار ليسوا غير مجموعة شباب ينقصه النضج، وان حركتهم الشجاعة كانت معرضة لاختطاف قوى متمرسة، ذكية، عجوز تعرف كيف تتسلل الى الحكم، وتعرف كيف تمسك بالدفة.
في دمشق استهلك النظام نفسه وصار يعيش على شعارات لم تعد قادرة على الهاء الداخل عن الحرية، والكرامة، وحكم الشعب، فقد كان الحكماء يقولون ان الحكم المطلق هو فساد مطلق، والفساد أكل عاصمة الأمويين.. وكان الفساد مدعوماً بنظام بوليسي إرهابي لا شبيه له في هذا العالم لا في كوريا الشمالية، ولا في إيران!!.
والتشابه وارد مع أكثر الأنظمة العربية، مع التفاوت في حجم الفساد، وفي آلة القمع التي تحميه.. ولذلك فكل كيان عربي يجلس الآن على التل ويتابع بالمناظير ما يجري على التل الآخر!.  ( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات