لمصلحة من سقط البلقان ؟

في إطار الصراع الدولي على قلب العالم (الهارت لاند) ومجالاته الحيوية من البلقان الى (الشرق الاوسط) تمكن الامبرياليون وادواتهم (تحالف الليبراليين وجماعات التمويل الاجنبي بقيادة اليهودي جورج سوروس، مع جماعات التكفير السلفية والارهابية) من تفجير يوغوسلافيا وتفكيكها ، وها هم ينتقلون الى (الشرق العربي) بالبرنامج والادوات نفسها والخطاب نفسه (ديمقراطية التفكيك المذهبية - الطائفية مقابل ما يعتبرونه دولا اشتراكية شمولية.. الخ
فمن استفاد حقا من كل ما جرى في البلقان، كما لاحظ ، مقال لافت للانتباه ، الدكتور احمد جميل عزام في جريدة الغد والمنشور تحت عنوان (البلقان، اصدقاء اسرائيل الجدد).
1- ابتداء من بلغاريا التي باتت تحت سيطرة (الليبراليين) فهي اليوم مرتع للموساد الاسرائيلي والمافيات المرتبطة به.
2- أما البلدان الاسلامية الجديدة التي ولدت بعد تفكيك يوغوسلافيا ومثالها البوسنة التي لقيت تعاطفا عربيا واسلاميا كبيرا بعد (تحررها) من (الاشتراكية)
فكان اول قرار سيادي لها هو تبادل التمثيل الدبلوماسي مع تل ابيب والتصويت ضد قبول فلسطين في الامم المتحدة.
وعن البانيا التي رحب العرب والمسلمون بتخليها عن الاشتراكية فكان اول عمل لقائدها الاسلامي الجديد، صالح بيريشا هو زيارة (اسرائيل) والقاء كلمة في الكنيست الصهيوني حظيت بتصفيق حاد، مما حدا بجريدة (يديعوت احرونوت) الصهيونية للقول وفقا لما نقله الدكتور عزام عنها (عندما تحدث رئيس وزراء البانيا، صالح بيريشا عن اسرائيل، اعتقدنا ان المتحدث زعيم اسرائيلي).
ولمن لا يتذكر فقد كانت يوغوسلافيا الموحدة قبل تمزيقها والعدوان الاطلسي عليها باسم حقوق الانسان، هي اكبر مناصر وداعم للقضايا العربية وللشعب الفلسطيني وقضيته ، وشكل زعيمها تيتو مع جمال عبدالناصر وقادة اخرين من آسيا وافريقيا قطبا عالميا ثالثا يوازي القطبين الامبريالي والمعسكر الاشتراكي.
وبالمحصلة كما انفجرت البلقان باسم الديمقراطية وصارت مرتعا للمافيا اليهودية واجهزة الموساد الصهيوني، ثمة من يتوهم بأن بالامكان تفجير الشرق العربي متجاهلا (الزمن السياسي) في ابعاده الثلاثة ، المحلية والاقليمية والدولية، التي تؤشر على هزيمة اكيدة للسيناريو الصهيوني- الامريكي- الرجعي المذكور. ( العرب اليوم )