هل نحن في أزمة ؟
لا أتحدث عن ازمة سياسية ، فاقطاب السياسة كثيرون ، ولا اتحدث عن الازمة المالية العالمية، لانها خارج اهتمامات الذين لا يملكون المال ، ونحن على ثقة ان البنك المركزي الاردني، قد أثبت أنه ذو خبرة واقتدار للتعامل مع هكذا ازمات قبل وصول آثارها الينا .
والأزمة التي اوليها اهتماما خاصا، هي الازمة الاخلاقية، فالناس هذه الايام ، تقيّم الشخص بقدر ما يملك من ارصدة، وليس بما لديه من مبادئ واخلاق وحسن تعامل.
وفي السياق نفسه، قرأت قولا للسيدة زبيدة زوجة الرشيد، يتناسب مع ما ذكرنا ،اذ قالت (ان الاقدام الثابتة تزل عن مواطئها عند روائح المال) ، وقال آخر (امام المادة تتحطم المبادئ ، سواء لدى الافراد ام لدى الجماعات ).
لذلك ينحصر تفكير الكثيرين كليا ، بكيف يحصلون على المال؟ ولهذا الخلل ولاتساع الفوارق الطبقية صرنا نسمع اناسا كثيرين يتذمرون يشكون ويشتمون الدنيا فحرت، وتساءلت بصمت ، هل تغيرت الدنيا ؟ ام ان الناس هم الذين تغيروا ؟
لم يتأخر الجواب فقد شاهدت الشمس قد غربت في جهة الغرب ، والارض ما زالت تدور حول نفسها، والقمر يدور في مساره وهكذا دواليك .
اذن ، فالدنيا على حالها، ويبدو ان اهلها هم الذين تغيروا ، ومع ذلك لا يعترفون باخطائهم، ويلقون اللوم دوما على غيرهم وجميعنا نقرأ ونسمع عن فئات تعمل في الظلام لتنفيذ اعمال مختلفة، من النصب والتزوير والاحتيال، ونماذج اخرى غريبة على مجتمعنا، لاشكال متنوعة للقتل والعنف، والفساد باشكاله، مما يؤكد اننا نعيش في زمن ربما يكونه قد وصل الى حافة الخراب الاخلاقي.
ننتهز هذه الفرصة، لنقدم حقا اجزل الشكر والتقدير الى اجهزة الامن جميعها، الذين يسهرون لكي ننام بأمان فسرعة اكتشاف الجرائم والمشكلات تزيدنا ثقة بهم .
نقر بلا خجل عن وجود الفقر والفقر المدقع والبطالة ، الا ان تلك الحوادث لا تحصل في المناطق التي تعاني من هذا البؤس.
لذلك نطالب المختصين والباحثين في الجامعات والكليات ، والاحزاب ان تتفاعل مع المجتمع المحلي لكل منها، والعمل في الميدان لمعرفة الاسباب الحقيقية، التي تؤدي لهذه الآفات التي تهدد الوطن .
فلنعمل بجد (فالنبت الصالح ، ينمو بالرعاية ، اما الشوك ، فينمو بالاهمال).
ولا ننسى (لا تعطني سمكة ، انما علمني كيف اصطاد).