فوبيا الولاية السابعة!

تم نشره الأربعاء 20 حزيران / يونيو 2012 12:58 مساءً
فوبيا الولاية السابعة!
خيري منصور

لو كان للعرب المحرومين من نعمة الديمقراطية تجارب يعتد بها في هذا السياق لادركوا على الفور بأن المرشح الذي يفوز في اية انتخابات لن يبقى في مكانه بعد بضعة اعوام اذا غيروا اراءهم فيه، لكن العقود التي مرت بهم عقدتهم واورثتهم عدة فوبيات منها فوبيا الولاية السابعة، وفوبيا إعادة النظر في مواد الدساتير واعادة انتاجها لتلائم من يتشبثون بالسلطة والرئاسة حتى الموت وان كان بعضهم ذهب الى ما هو ابعد فقرر ان يواصل الحكم من قبره ومن خلال التوريث.

وردود الفعل التي نسمعها او نقرأها ضد فوز هذا المرشح او ذاك لا تعود فقط الى اسباب سياسية او ايديولوجية بل الى الهلع من تكرار اللدغ، ومن الحجور ذاتها رغم تبدل ساكنيها!

في اي بلد في العالم قطع شوطا في الديمقراطية ولم يعد خداجا او محدث نعمة فيها ينتظر الناس انقضاء الولاية المحددة بنصاب زمني لمن يعتقدون انه خذلهم. لان تلك المجتمعات لا تعاني من هذه الفوبيا التي يختصرها البعض بعبارة واحدة هي من القصر الى القبر كبديل لما يقال عن المهد واللحد.

ان التعامل الشعبي مع افرازات الصناديق هو ربيب ثقافة المباريات والاشتباك في المدرجات بحيث تنتهي احدى المباريات الى تحقيق اربعة وسبعين هدفا.. هو عدد القتلى، او تنتهي الى ما انتهت اليه مباراة الجزائر ومصر قبل عامين ونحن في غنى عن التذكير بما قام به الاعلام الفجّ من تحريض وكأن ما جرى كان حربا استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة كلها.

والشعوب التي انفقت اكثر من ثلاثة ارباع الجهد والعمر في حروب رياضية حملت الجرثومة ذاتها الى كل مجال اخر. فصراع الديكة على الشاشات هو ايضا من افرازات تلك الثقافة وكذلك الحراك السياسي الذي يعيد الى الذاكرة العربية حكاية قبيلة غزية وشاعرها الذي يغزو اذا غزت!

ان التأهيل لممارسة ارقى منجز مدني في تاريخ الحضارات وهو الديمقراطية ليست شبيها بالتأهيل لقيادة سيارة والحصول على رخصة بعد ايام قليلة، او التدريب على استخدام جهاز تكنولوجي حتى لو كان بالغ التعقيد.

ذلك لان التأهيل قدر تعلقه بانشطة انسانية مدنية وحضارية يتطلب شروطا تستخف بمن يحاول الاستخفاف بها.

ومن تخرجوا من حاضنات الانانية ومعاهد الخلايا الزواحفية كما يسميها علماء الاحياء لن يقبل احدهم الاخر الا اذا كان صدى له او ظلا، لهذا قد يثرثر ساعات بلا انقطاع عن حق الاختلاف وعن حرية التعبير واخيرا عن الديمقراطية والشفافية وما اشتق منهما من مصطلحات لا تصلح الا للعرض فقط.. لكنه ما ان يرتطم كوزه بجره حتى يشهر لسانه قبل يده لتهشيم كل الجرار، وما ان يتعرض لنقد لا يطال شخصه بقدر ما يطال مواقفه حتى يصرخ واذلاه لتغلب، وعندئذ لا ينفع اي مبعوث للامم المتحدة في ايقاف النزيف.

تلك هي الحكاية منذ البسوس رغم انها تحمل دكتوارة من السوربون ومنذ جبلة بن الايهم الذي يعد اطروحة في هارفارد عن حقوق الانسان! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات