القصة تتجاوز كل هذا!

لا نفهم لماذا تحوّلت طوشة النمري والسعود في الجلسة قبل الأخيرة لمجلس النواب إلى دراما على الطريقة المصرية تبعتها اعتصامات، واستنكارات مناطقية، وتهديدات نقابية في حين أن النائبين المحترمين تصالحا في مكتب رئيس المجلس ... وانتهى الأمر!!
علينا أن نتنبه أن هناك من له مصلحة في جعل الحبّة السياسية قبّة تلويثاً للعمل البرلماني، وهناك من يعتبر المجلس النيابي مجلساً غير شرعي لأنه قاطع انتخاباته. ويحاول تصوير النواب على انهم أقل من التمثيل الشعبي ليشكك في التعديلات الدستورية، والقوانين، والرقابة والتشريع. وهذه كلها تؤكد أن هذه القوى لا تؤمن بالديمقراطية.. لا ديمقراطية التدرج، ولا ديمقراطية الثورة، فهي بقيت على الرصيف في الحالتين!!.
في مصر اغلقت مراكز الاقتراع على انتخابات رئاسة الجمهورية الساعة الثامنة مساءً. وحسب الاحصاءات الثابتة فقد اقترع حوالي 24 مليون مصري.. ولكن ذلك لم يمنع أحد المرشحين من إعلان نجاحه الساعة الرابعة صباحاً، كيف وصله الرقم ؟!.. وهل تمَّ الفرز الذي قدرته اللجنة العليا للانتخابات لثلاثة أيام تنتهي اليوم. يعلن المرشح نجاحه، فبرغم المرشح الآخر على إعلان نجاحه.. ويكون لمصر رئيسان في آن واحد؟!.
هذا كلام لا يقنع أحداً بأن الاحتكام إلى الشعب حقيقي. فإعلان المرشح نجاحه قبل وصول النتائج إلى اللجنة العليا للانتخابات هو وضع للعربة أمام الحصان.. فيكون إذا نجح الخصم قد تمَّ تزوير الانتخابات، لأن المجلس العسكري دبر كل شيء في عتمة الليل!!.
لا تحدث مثل هذه الظواهر في الديمقراطيات المعروفة. حتى شجار النواب يبقى في حدود الغضب الفردي، وينتهي في لحظات لكنه لا يكون حكماً مبرماً على المجلس النيابي كله .. وعلى عمله.. وعلى شرعيته!!.
الديمقراطية سلوك حياتي. ولا يمكن وضعها في أحذية النساء الصينيات. لتكون ديمقراطية كما نريدها، وكما تخدم مصالحنا الفردية.. ( الرأي )