بين الأسعار المحلية والعالمية للبترول

تم نشره الخميس 21st حزيران / يونيو 2012 11:03 صباحاً
بين الأسعار المحلية والعالمية للبترول
د. فهد الفانك

الذين كانوا طيلة 24 شهراً يعارضون إعادة تسعير المحروقات شهرياً على ضوء الارتفاع الحاد في أسعار البترول العالمية ، ليس لهم حق بالمطالبة الآن بتخفيض أسعار المحروقات إذا انخفضت أسعار البترول العالمية ، فإما أن تتقرر الأسعار المحلية للمحروقات على ضوء الكلفـة الحقيقية كما تتجه في الأسواق العالمية ، وإما أن تتقرر على ضوء الاحتياجات المالية والاعتبارات الاجتماعية.
خلال سنتين من تجميد أسعار المحروقات محلياً بالرغم من ارتفاع أسعار البترول المستورد عالمياً بلغت الخسائر عدة مليارات من الدنانير ، تحولت إلى عجز في الموازنة ، وجرى تمويلها بالاقتراض والسماح للمديونية بالارتفاع وتجاوز الخطوط الحمراء. وهنا نجد أن أصحاب الأصوات العالية يؤيدون تثبيت الأسعار ويرفضون ارتفاع المديونية!.
يبدو الآن أن أسعار البترول العالمية أخذت تميل إلى الهبوط ، وكان آخر تسعير محلي للمحروقات قد حصل عندما كان سعر البرميل في السوق العالمية يتراوح حول 75 دولاراً ، اي أنه ، فيما عدا البنزين 95 ، فإن كل أصناف المحروقات الأخرى ما زالت مدعومة ، وخاصة فيما يتعلق باستخدام الزيت الثقيل بدلاً من الغاز المصري لإنتاج الكهرباء حيث بلغت الخسارة 7ر1 مليار دينار خلال الشهور الأربعة الأولى من هذه السنة.
ماذا لو انخفض سعر البترول عالمياً؟ من الطبيعي في حالة كهذه أن تشتد الضغوط على الحكومة لتخفيض الأسعار المحلية ، مع أنها قد ترغب في استمرار الأسعار الحالية لتحقيق فوائض تغطي جانباً من خسائر السنتين الماضيتين.
في جميع الأحوال يجب أن نتذكر أن السعر المحلي يشتمل على ضريبة عالية لها مثيل في بعض دول العالم باسم ضريبة الكربون ، ولذا فإن مقارنة الأسعار المحلية للبنزين بما هي عليه في بلد كالولايات المتحدة يجب أن يأخذ بالاعتبار مسألة الضريبة التي لا علاقة لها بالكلفة بل هي وسيلة لتمويل الموازنة ودعم البلديات.
نتمنى أن تواصل أسعار البترول العالمية انخفاضها المضطرد ، بحيث تحقق الخزينة أرباحأً بدلاً من الدعم ، وهي بحاجة ماسة لهذه الأرباح لتمويل شبكة الأمان الاجتماعي ، باعتبار الموازنة أداة لإعادة توزيع الدخل بحيث تأخذ من القادرين وتعطي الفئات الأضعف في المجتمع.
(الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات