من "بوز " المنجنيق إلى "بوز " المدفع
منذ عهد الغساسنة والمناذرة و العرب بوز مدفع أو بالأحرى (بوز منجنيق ) ـ وهو الآلة العسكرية المعروفة آنذاك ـ هؤلاء للفرس وأولئك للروم , يُطلق كلُّ واحدٍ منهم السهام تُجاه الآخر ليرضي سيده الفارسي أو الرومي, والهدف هو الحفاظ على مصالح كل طرف في المنطقة التي يسكنها ويقطنها المناذرة والغساسنة أنفسهم ,ويحرسوا مصالح العدو الحقيقي الخفي لهم وبالتالي ليأخذ أولئك الأعاجم حصتهم من المقدرات في المنطقة وليعززوا سطوتهم في الحكم على هؤلاء العرب.
واليوم نرى سيناريو متكرر لنفس النص الحياتي للعرب ولأبناء فارس والشرق من جهة وللروميين والغرب من جهة أخرى ,فلا تزال العروبة تمارس دور المندوب لعدوها في المنطقة التي تنطق الضاد ولا تقدم للضاد وأبنائه شيئا,فدولٌ هنا تحمي مصالح أمريكا والغرب وتُحقق مخططاتهم وتغدق عليهم من خيراتها الوفيرة التي لا يتمتع بها أبناء العُرْب أنفسهم ,ودولٌ هناك تحمي مصالح فارس وروسيا والشرق بأكمله وتُتفذ مخططاتهم وتسمح لهم باستمرار السطوة على المكان والانسان وكأن الدور المطلوب منهم أن يسكنوا المنطقة العربية لا لينتموا إليها وينتسبوا لثراها بل ليحققوا المصالح والمطامع للغير.!!!
متى سيأتي يومٌ على أبناء الغسان والمنذر وبعد أن أصبحنا في عهد عروبة ال2012 منتقلين من مرحلة كونهم قنابل يُطلقها الأعداء من بوز المدفع تجاه الآخرين إلى مُطلِقين هم للقنابل ومالكين للمدفع؟؟!!
لقد تغيرت الآلة العسكرية ولم يتغير العرب .....والتبعية مستمرة.