والان الى أين؟

تم نشره الإثنين 25 حزيران / يونيو 2012 01:23 صباحاً
والان الى أين؟
جميل النمري

م تنتصر "حكمة الأعيان"، بل تعنت السلطة التي أدارت الظهر للتفاهم والتوافق، ولو على الحد الأدنى المشترك، وهو تجاوز الصوت الواحد إلى صوتين على الأقل في الدائرة أو المحافظة.


حاول بعض الأعيان، مثل عبدالهادي المجالي وطلال صيتان الماضي وغازي الزبن، إنقاذ الموقف بمقترحات تحسن بالحد الأدنى الممكن القانون، بدون جدوى. وحين أقر الأعيان نظام الدوائر الانتخابية، بما يعني وجود دوائر ذات مقعد واحد لا يمكن معها وجود صوتين داخل الدائرة، قدم العين طلال صيتان حلا بأن يكون للناخب صوتان؛ واحد لمرشح داخل الدائرة وآخر خارج الدائرة (في المحافظة).

 وهو اقتراح كنا أيضا قد طرحناه في المداولات الجانبية للنواب، في ضوء إصرار البعض على "الحقوق المكتسبة" للألوية الصغيرة ذات المقعد الواحد.. لكن عبثا؛ فالتوجه كان محسوما للصوت الواحد، وصوّت 32 عينا من أصل 46 حضروا الجلسة، لصالح قرار النواب. وحتى الحكومة وقفت بوضوح ضد قانونها الذي جاء زمن حكومة عون الخصاونة، ويتضمن صوتين للناخب في الدائرة وصوتا للقائمة الوطنية.

الصوت الواحد وجهة نظر مشروعة مثل أي وجهة نظر أخرى في قانون الانتخاب، لكن هناك رسالة سيئة جدا تصدر عن دوائر القرار بهذا التعنت في إدارة الظهر للمقترحات التوفيقية ونحن في مرحلة التغيير والإصلاح وتوسيع المشاركة. وهي مقترحات وسطية بالفعل، وقد يرفضها التيار الإخواني ويقاطع، لكنها سترضي جميع الشرائح الأخرى، فيكون موقف المقاطعة معزولا وفاقدا لأي غطاء سياسي وشعبي.

نحن نشكك بقوة في الاستطلاعات التي ادعت أن الشعب بنسبة 60 % يريد الصوت الواحد. وكنا سنقبل باستفتاء محايد غير رسمي (لأن نظام الاستفتاء غير موجود في الدستور) بين خيار الصوت الواحد والصوتين حتى نحسم الأمر ونعرف أين يقف الشعب. فأينما ذهبت كنت أجد الأغلبية تعتبر الصوتين الحد الأدنى المعقول. ونشكك بالدراسات التي مررت الادعاء بأن الإخوان سيحصلون بالصوتين على 55 مقعدا (وفي رواية أخرى 65 مقعدا)، وأجزم أن هذه فزّاعة تم استلالها مؤخرا لدعم العودة إلى الصوت الواحد. وللتذكير، فإن حكومة معروف البخيت التي كانت تحضر قانونا يعطي الناخب 3 أصوات في الدائرة قالت إن استطلاعاتها تشير إلى أن الإخوان لا يستفيدون من الصوت الثاني، ويستفيدون بنسبة متواضعة جدا من الصوت الثالث، فمن نصدق؟

صدقوني أن الخوف من الإخوان ليس القضية؛ فقد بت على يقين أنها فزاعة وليس أكثر تغطي الإصرار على البقاء عند العقلية القديمة. هناك من يريد البقاء وإبقاء الأردنيين في نفس الوضع.. نيابة متخلفة وسلطة متخلفة، مع أننا في الأردن نملك فرصة فريدة بدون غيرنا من الدول لتحقيق التقدم ضمن مسار آمن، والإصلاح الديمقراطي في ظل الاستقرار.

سامحهم الله من فوتوا هذه الفرصة. ولا أعرف إلى أين نذهب الآن؛ فالمقاطعة قد تتسع، والغضب قد يتصاعد، والحراك الرفضوي قد يقوى، فتصبح الانتخابات نفسها قفزة في المجهول. ( الغد )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات