عندما يتدخل الملك

تم نشره الأحد 01st تمّوز / يوليو 2012 11:26 صباحاً
عندما يتدخل الملك
نبيل غيشان

لا يجوز أن ترسم قوى سياسية قانون الانتخاب حسب مصالحها

وأخيرا تدّخل جلالة الملك عبدالله الثاني لإعادة الأمور إلى نصابها بعد أن لمس المعارضة الشديدة لمشروع قانون الانتخاب، الذي شكّل رفضه نقطة التقاء بين جماعة الأخوان المسلمين والأحزاب اليسارية والقومية والوسطية والعشائر والحراكات الشعبية.
قرار جلالة الملك حَلَّ مشكلة كبيرة في الشارع وأعطى أملا بإجراء تعديل عاجل على القانون يضمن على الأقل الاستجابة لجزء من مطالب الأحزاب والشارع، ويعيد تشكيل الرأي العام باتجاه التوافق على القانون.
وقد طالبنا في هذه الزاوية، بتدخل جلالة الملك لأنه يرى الصورة الكلية ويعرف خبايا ما جرى في مجلسي النواب والأعيان وخارجهما وكيفية سلق القانون من دون النظر إلى مشروع الحكومة أو إجراء تعديلات كبيرة عليه.
ويعرف جلالته أيضاً أن مجلس النواب بات فاقدا للشرعية الشعبية في الشارع، إضافة إلى هزال النقاشات تحت القبة، التي وصلت إلى حضور 72 نائبا فقط عند التصويت على مشروع القانون الذي فاز بأغلبية 59 نائبا، وهي أغلبية ضئيلة لا يمكن أن تشكل رافعة حقيقية للقانون، بل إنها تزيد من أعباء تسويقه على الرأي العام وتخفض نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة التي تجرى على أساسه.
لقد استجاب جلالة الملك إلى دعوات حزب جبهة العمل الاسلامي وأحزاب المعارضة وكذلك أحزاب وسطية مثل حزب التيار الوطني وحزب الاتحاد الوطني، بعد أن رأوا ان القانون الجديد يأخذنا إلى مأزق سياسي بات يهدد عملية الإصلاح بمجملها.
لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تلبي الدولة مطالب الأحزاب والحراكات الشعبية كلها، لأن بعضها مبالغ فيه ويتجاوز حدود الإصلاح التدريجي المنشود، لكن بإمكان الدولة أن تفكك المشكلة القائمة، بالاستجابة إلى بعض المطالب. وهنا تأتي إمكانية نزع حجج بعض القوى السياسية التي تريد ان تُعدّل الدستور والقانون بما يضمن لها الأغلبية البرلمانية من أول انتخابات.
ما سمعته هو أن التعديل سيشمل المادة الثامنة من القانون وبالتحديد فقرتها (ج)، بحيث يتم رفع عدد المقاعد المخصصة للقائمة النسبية الوطنية من 17 مقعدا إلى 25 مقعدا، وهو ما يرفع نسبة مساهمة الصوت الثاني في مضمون مجلس النواب، وينزع وصف القانون بأنه "صوت واحد".
ومن المؤسف أن هناك بعض القوى السياسية ما زالت تصر على رؤية النصف الفارغ من الكأس وتطالب بالمستحيل، من دون النظر إلى أهمية التدرج في قانون الانتخاب الذي صاغته ظروف سياسية أكثر مما أثرت فيه القواعد القانونية والأخلاقية.
لا يمكن أن يكون قانون الانتخاب مكتملا، لا بل إنه قانون خلافي ويحتاج دائما إلى إعادة النظر فيه. وبما أننا في مرحلة انتقالية لا بد من إجراء الانتخابات في موعدها والتركيز على شفافية العملية وعدالتها، لأن من الخطر أن ترسم قوة أو قوى سياسية القانون حسب مصالحها في مجتمع يشهد حراكا لم يستقر بعد.
المطلوب من الحكومة أن تجرى الانتخابات قبل نهاية العام كما وعد جلالة الملك، مهما كان القانون مقنعا أو غير مقنع، سواء حظي بالشعبية أم لم يحظَ بها.
فما هو أهم من ذلك هو ظروف إجراء العملية الانتخابية ومدى رضا الناخبين عنها وقناعتهم بعدالتها ونزاهتها.
(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات