قبيل المهرجان بقليل!

تحوّل مدخل مدينة جرش من مكرهة جمالية ليصبح أنيقاً يليق بمكان يحتفي بالتاريخ، فمحلات تصليح السيارات والحدادة والنجارة صارت مقاهي وسوبرماركتات ومطاعم، أما الطريق الى باب عمان فصارت أشبه بحديقة حيث مشاتل الورود والأشجار تحتل الجانبين.
جرش تتهيأ، إذن، لقفزة سياحية، وحركة بناء المطاعم الحديثة لا تكل ولا تمل، وثمة مشروع لفندق يستوعب بعضاً من أفواج الحافلات التي تملأ المكان، أما وسط المدينة فصار يتميز بأعمدة الإنارة المصممة خصيصا لتلائم البيئة، والارصفة المبلطة بعناية فنية، وغير ذلك كثير.
جرش استعدت، جيدا، لاستقبال المهرجان، وإدارة المهرجان استعدت جيدا لدخول المدينة ببرنامج حافل مكثف، ولا شيء يمكن ان ينغّص نجاحاً مقبلاً للحدث الفني والثقافي سوى أصوات ترتفع، هنا او هناك، للمقاطعة، وصحيح ان الامر يتكرر كل سنة، ولكنه يأخذ الآن شكل المزايدات والمناكفات السياسية.
مهرجان جرش ليس ملكية حكومة ما، ولا هو انتاج لوزارة ما، بل هو ملكية عامة لنا جميعاً، ونجاحه يسجّل للأردن كلّه، وهو لا يستأهل منا سوى الدعم. ( الدستور )