تموز الخصب والحياة

تم نشره الإثنين 02nd تمّوز / يوليو 2012 11:45 صباحاً
تموز الخصب والحياة
رمزي الغزوي

هذا التموز سيكون مختلفاً، ليس لأنه الأسخن منذ سنوات، كما يتنبأ علماء المناخ، بل لأنه فاصل فصل في مناخات بعض الشعوب. فالثورة السورية البطلة دخلت مساراً جديداً، وسيكون مواتياً أن يوقن بشار الجزار وأزلامه وشبيحته، أن ما من ذرة في ساعة الرمل!.

وسيكون مختلفاً هذا التموز لمصر الكنانة، التي يبدأ رئيسها المنتحب مهامه مع بدايته، وسنتذكر الثورة المصرية التموزية، وسنسأل بخفر: هل من المفترض أن تلغي كل ثورة الثورة التي سبقتها؟!. أو كيف سنقيم ثورة 1952 في ظلال ثورة اللوتس وميدان التحرير؟!.

في تموز لا ترتفع معدلات الجرائم والسرقات والمشاجرات والمشاحنات والطلاقات فقط، بل تموز كان منذ البدء شهراً موغلاً في العنف حدّ الذرة وقنابلها!، ومتخماً بالثورات والانقلابات، وحركات التصحيح، وشرارات الحروب، وربما يحلو للبعض منا أن لا يدين البشر كل الإدانة، بل يدين هذا الحرّ الجهنمي الذي يجعلنا نزقين ومنفعلين كقطرات ماء سقطت في زيت المقلى: الثورة الفرنسية اشتعلت في تموز 1789، والمصرية، والعراقية 1958، الحرب العالمية الأولى1914، وأمريكا فجرّت قنبلتها الذرية (التجريبية)1941، فاتحة باباً لجحيم لا ترحم!.

حين كنا نمدّ فراشنا فوق أسطح البيوت، نفتش عن درب التبانة، كي تعبره أحلامنا الوادعة، ونقبض على الدب الأكبر، وننتظر طلة قمر تموز خجلى. وعلى ذكر القمر، فهذا الشهر أسقط القمر من عيون الناس، فبعد أن كان نبراساً للحب وإلهاماً للشعراء، غدا صحراء قاحلة لا حياة فيه، بعدما دبّت عليه أقدام الإنسان في تموز 1969 حطّ (أرمسترونج). فهل سنتشبث بأسطورة قمر، كنا نشبه به وجه الحبيبة الناعسة؟!.

والأرض لم تسلم من هذا الشهر، فقد قام البحّار (مجلان) برحلته الشهيرة عام 1519 ليثبت بذلك كروية الأرض، وأنها ليست مركزاً للكون. نعم، نعم، الأرض كروية، وما زالت تتلقى الركلات والركلات والويلات.

وفي تموز 1099 سقطت القدس، ثم استردها صلاح الدين بعد 88 عاماً من الصلبيين. وكنّا نقول في المثل (فلان أكذب من سحاب تموز)، وهذا ما يجعلني أتلفت سماءً وأرضاً؛ عسى بارقة أمل تبذر في رمادنا الساخن المواتي!.

وتموز هو سيد راع في المعتقدات البابلية وعموم بلاد الرافدين، تقدم لخطبة (عشتار) سيدة الخصب والحب، فقبلته، لكنه يقتل غيرة من أسياد آخرين، وتتبعه حبيبته عشتار إلى العالم السفلي لتسترده، وخلال هذه الفترة تظهر على سطح الأرض مظاهر الموت والاصفرار، وهذا ما كان يجعل عباد عشتار وعشاقها يقومون بطقوس العويل والبكاء؛ في هذا الشهر، حتى تعود إليهم بمظاهر الخصب والحياة ذات ربيع!.( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات