الدرك في كل مكان.. أزمة حكم .

تم نشره الإثنين 02nd تمّوز / يوليو 2012 12:06 مساءً
الدرك في كل مكان.. أزمة حكم .
عمر عياصرة

الملفت أن الناس في البلد يمارسون اعتراضاتهم الاجتماعية والشخصية على طريقة «الدعس على الذنب»؛ بمعنى قطع الطريق وحرق الإطارات كي تتألم الدولة وتستجيب.
كل يوم منطقة جديدة تعترض وتحرق إطاراتها وتغلق المداخل، وتتحرك قوات الدرك إلى البارحة وعين الباشا والقويسمة والزرقاء والسلط وغيرها! واللائحة تطول وغض الطرف يستمر.
لسنا هنا بصدد ثورة على نظام، لكن ما يجري يترجم أزمة الحكم وأزمة الثقة بين الدولة والمجتمع، ويؤكد عدم اليقين الذي تعيشه أطراف المعادلة الوطنية من مواطنين ومؤسسات حكم.
نحن مطالبون باكتشاف الأسباب التي قادت مواطناً إلى إغلاق الطريق وحرق الإطارات، لمجرد أن الماء لم يصل إلى خزان بيته أو أن قريب له سُرّح من العمل العام ظلما.
الجراءة على الدولة سببها الدولة وآليات الحكم فيها، فعصبية «الاسترضاء وكف الشر» تقدمت على القانون وكانت نمطا للعلاقة، وقد مارست تصميما مكافحا في سبيل الحفاظ على مكانتها في الساحة السياسية والاجتماعية الأردنية.
دعونا نعود إلى قانون الانتخاب الأخير الذي يرى البلد كحارات تتحاصص، وتنغلق على نفسها، وتتصارع التفصيلات داخلها (ألوية ومحافظات)، فالذين صاغوه من «عتاولة» المحافظين لم يهتموا بالأردن كوطن يعلوه مفهوم سيادة القانون.
ناحية أخرى قد تفسر سبب وجود الدرك في كل مكان؛ ألا وهي عدم قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها «الرعائية أو الاسترضائية» التي عودت المواطن عليها (تخليها عن أدوارها الاجتماعية).
الأسباب كثيرة: مالية الدولة تئن، والثقة بالإدارة قلقة؛ بسبب ما كان من فساد وما كان من تمرير له، أيضا العجز عن السماع بات واضحا عند كل مرافق الدولة دون استثناء، وهذا ما يفسر ضرورة رفع الصوت وإثارة الجلبة.
لا يمكن أن يبقى الوطن طريحا على فراش الأرض السائبة التي بين المواطن وإدارة الدولة، نراهم يوما في منطقة ما يشتمون المعارضة، وفي يوم آخر يقطعون الطريق لأجل هوامش هامشية.
لسنا مع حرق المراحل، ولا مع القفزات في الهواء، لكننا -أيضا- لسنا مع الاستقرار على «فلسفة حرق الإطارات».
قدموا لنا خطوة أولية تأسيسية مقنعة تقود إلى اندماج اجتماعي، وإلى دولة عصرية ومشاركة شعبية، سنقبل بها وسندفن عما قريب انفعالات الاسترضاء المشوه. ( السبيل )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات