التفاحة
أمريكا هي تفاحة كبيرة ، تكفي كل زعماء العالم لينظروا إليها رغبة ، ورهبة ، ومحــرّمٌ عليهم أكلها ، إنها كبيرة جداً ليراها الزعماء أنّـى توجهوا ، وعليهم أن يحسبوا دائماً المسافة ما بينهم ، وما بينها ، فالمتعة كل المتعة في النظر إليها من قريب ، وإذا ما حاول زعيم أن يبتعد عنها قليلاً ، ولو بالخطأ سوف يتوهم أنه يراها أصغر من حقيقتها ، وقد يُـصاب بلوثة العظمة ، لكنه يكون في ذات الوقت بالنسبة لها غير موجود ، وبالتالي يفقد قيمة وجوده .
أمريكا هي تفاحة كبيرة ، إذا لمستها عصيت ربك ، وإذا حاولت أكلها عصيتها ، وهي في الحقيقة ليست سهلة الهضم ، وقد تكون سامة ، لقد وجدت لتكون فتنة للناظرين ، ووجد العالم ليكون من ألعُصاه . أمريكا تفاحة كبيرة ، قطفتها إسرائيل لتُـخرج العالم من الجنة إلى الجحيم ، ومن السيادة إلى التبعية ، ومن الإيمان إلى الكفر ، وعلى العالم أن يبقى يلهث خلفها طلباً للخطيئة ، على العالم أن يعترف ، أن السقوط في ظل التفاحة مجد .
أمريكا اليوم هي التفاحة ، وبالأمس القريب كانت بريطانيا العظمى هي التفاحة ، والقاطف واحد لا شركاء له ، فمن ستكون التفاحة القادمة ؟ تتبدل التفاحة ، ويبقى المالك ، واللاهثون.