في تدني لغة الحوار

انحدر مستوى أدب الحوار في بلادنا لأبعد مدى ممكن، وتمتلئ صفحات الفيسبوك بالتعليقات المشينة الجارحة، والشتائم الرخيصة، ويُعلّق الكثير من القراء على أخبار ومقالات الصحافة بكلام لا علاقة له بالمنشور ويمتلئ بالسباب، ويكاد لا يخلو حوار إذاعي او تلفزيوني من صراخات متبادلة، واتهامات جارحة، ولكمات، وأخيراً استعمال الحذاء والتلويح بالمسدس.
ولم يعد الامر شذوذاً عن قاعدة، بل صار ظاهرة ينبغي دراستها والتعامل معها بجدية، فالمزاج العام ينقلب من الرواق والاريحية ليصبح حاداً لا يقبل التفاهم، فهي عنزة ولو طارت، وهو جمل يمرّ في خرم إبرة، ولا سبيل لأن يصبح المنطق هو الحَكَم بين مختلفين في حوار قد لا يتعدى موضوعه لون الماء.
قد يُرجع البعض الأمر الى الإثارة التي تبحث عنها وسائل الاعلام، فتسهّل على الناس أمر التراشق، وقد يقول غيرهم إن الوضع الاقتصادي الضاغط على البشر بدّل مزاجهم، وقد يتحدّث آخرون عن ظرف سياسي تمرّ به البلاد والمنطقة أربك العقول وضيّع البوصلة.
الأسباب تتعدّد، ولكن النتيجة واحدة، وهي ان لغة حوارنا صارت متدنية، واقرب الى سوق خضار منها الى وسائل اعلام، او جلسات نقاش، ولعلّ اساتذة علم الاجتماع والأطباء النفسانيين يقومون بدراسة الامر وتنويرنا بالطريقة التي ننهي فيها هذه الظاهرة من التراجعات الأخلاقية. ( الدستور )