من أنتم؟

حين أطلق القذافي سؤاله «الوجودي الفلسفي!»: من أنتم؟ لم يكن يتوقع أبدا أن يكون الجواب على دفعتين، الأولى حينما وجدوه مختبئا كالجرذ في إحدى المجاري، فلم يقاوموا رغبة عارمة في الاقتصاص من أربعين عاما من الذل والمهانة، فأقاموا عليه الحد، بالشرعية الثورية، والثانية حينما اصطفوا بمنتهى الترتيب والفرح في صفوف طويلة لممارسة حقهم في انتخاب قادة بناء الدولة!
كانوا يقولون أن ليبيا بعد القذافي ستتقسم وستحترق بالحرب الأهلية.. ولكن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 60%.. الشعوب تجاوزت المنظرين والمتفلسفين، من أنتم!! هكذا تحدث أحد المغردين على «تويتر»!
«الفلوليون» أو أعضاء حزب الفلول في كل مكان كانوا يتمنون أن تفشل الانتخابات الليبية، وأن تتحول مصر إلى ساحة للبلطجة، وتونس إلى دكتاتورية دينية، واليمن إلى ساحة للقتل والقتل المضاد، فقط لأنهم يريدون أن يثبتوا أن ثورات الربيع العربي، هي ثورات مصنوعة، وموجهة، ولمصلحة أمريكا وإسرائيل، ولكنهم «فشروا» وخاب فألهم، وها هي دول الربيع تتقدم بثبات نحو بناء دول ديمقراطية شوروية، مدنية، دول: حقوق وواجبات!
ليس مهما من ينجح في ليبيا، ما دام التنافس بين أحرار ليبيا، وليس ما بين «فلول» القذافي وابناء الثورة، الإخوان المسلمون في ليبيا كانوا يعرفون أنهم لن يكتسحوا الانتخابات، على الرغم من أن النتائج النهائية لم تعلن بعد، وإن تحدثت المؤشرات الأولوية عن فوز تحالف من وطني أقرب إلى الليبرالية يضم نحو اربعين مكونا سياسيا صغيرا، زعيم ابرز حزب اسلامي في ليبيا اقر بان الليبراليين سجلوا «تقدما واضحا» في مدينتي طرابلس وبنغازي. وقال محمد صوان زعيم حزب العدالة والبناء الاسلامي المنبثق من الاخوان المسلمين بعد ساعات على بدء عملية فرز الاصوات ان «تحالف (القوى الوطنية) حقق نتائج جيدة في بعض المدن. لقد احرز تقدما ملحوظا في طرابلس وبنغازي». هذا ليس مهما بالقطع، فالمهم هو انتقال الشعب الليبي من مرحلة الثورة إلى الدولة، وها هو بدأ خطوته الأولى بثبات، المهم أن يحكم ليبيا أبناؤها الأحرار!
الصديق ياسر الزعاترة قال على حسابه على تويتر: تقدم تحالف جبريل في ليبيا كان متوقعا بسبب الانفلات الأمني وتشرذم الإسلاميين. لا ننسى أنه تحالف هش لا يتبنى علمانية سافرة خشية الشارع المتدين، أما الداعية المعروف د. سلمان العودة فكتب: عرس الانتخابات في ليبيا شيء مبهج..، أغبطهم.. وأتساءل متى سنرى طوابير تنتخب ولو بصورة تدريجية!
وكتب آخر: ليبيا تنتخب.. كم أشفق على من ينظر لمثل هذا المحفل، متمنيا فشله حتى يصرخ.. قلت لكم العرب لا يصلحون للديموقراطية!.
هامش على دفتر الثورات
مرسي يستعد لمفاجأة العالم، برفع الحصار التام عن غزة، وتطبيق القانون المصري على معبر رفح، لا قانون مبارك- نتانياهو!. ( الدستور )