لسنا أقل من الليبيين

تم نشره الإثنين 09 تمّوز / يوليو 2012 12:01 مساءً
لسنا أقل من الليبيين
عمر عياصرة

لأول مرة منذ عام 1964، يذهب الليبيون إلى صناديق الاقتراع كي ينتخبوا مؤتمراً وطنياً، مهمته إدارة المرحلة الانتقالية، واختيار حكومة مؤقتة، ومن ثم وضع دستور وقوانين ناظمة للحياة السياسية.
الليبيون الذين لم يعرفوا السياسة، ولا الأحزاب منذ نصف قرن ارتضوا بقانون يعتمد القائمة النسبية والفردية، بشكل يكاد يكون متوازناً، واحتفلوا بهذا الخيار، وذهبوا إلى الصناديق بنسبة 60%.
لم يصرخ الليبيون -وهم المجففون من السياسة- لا نريد هكذا قانوناً؛ لأننا ما زلنا في المرحلة الجنينية، ويكفينا أن نذهب إلى محاصصة، وحقوق مكتسبة تعد خطوة أولى نحو المستقبل الكاذب.
ما جرى في ليبيا أول أمس أعاد الدوار إلى رؤوسنا كي نتذكر كيف نتلاعب نحن في الأردن بالقوانين؛ كي لا تنجز لنا ديمقراطية! أو أي اقتراب من توسيع المشاركة!
لسنا أقل شأنا من إخوتنا الليبيين، بل تجربتنا الحزبية والسياسية متقدمة عليهم كثيرا، وبيننا وبينهم بون واسع يؤهلنا لنفعل كما فعلوا، ونقدم لأنفسنا قانوناً أكثر سبقاً مما ارتضوه.
نحن ندرب رجال شرطتهم في الموقر ليقوموا بحماية منجزهم الديمقراطي، ونحن نعالج مرضاهم بما توفر لدينا من تقدم طبي، وسبق في كثير من المجالات.
إلا أننا نتأخر -بسبب كيد فاسد- عنهم، وعن غيرهم من الذين سبقونا في الديمقراطية بمسافات ليست قليلة، وهذا التأخر للأسف لم يكن بداعي ظروف موضوعية، وإنما بسبب إرادة قاهرة يديرها الفاسدون والمستبدون.
صرخنا في السابق، وناشدنا صاحب الحكم في البلد أنْ وَلّي وجهك شطر ملك المغرب الذكي الذي اختزل وجع الرأس والاحتقان؛ بإجراء تعديلات دستورية جوهرية، جعلت من الاحتقان صفراً في لحظة رفع الأسعار هناك في الدار البيضاء.
دعونا نكون صرحاء جدا، فالأزمة اليوم وطنية شاملة يعاني منها الجميع معارضة وموالاة، والحكم في بلدنا فاقد للهيبة أكثر في مناطق دعمه التاريخية، أما الاحتقان فقد تجاوز أنوف الأردنيين إلى مرحلة مجهولة الهوية.
من هنا نقول: كل الاحترام لليبيين، فهم يستحقون خلع كل القبعات؛ تقديرا لتجربتهم في الخيارات القانونية التي وقعوا عليها لانتخاباتهم، وكل الأسف على دوائر الحكم في الأردن التي تسير بنا إلى الحائط الذي لم يخصخص بعد! (السبيل )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات