مهرجان الوفاق والاتفاق
يثار الجدل هذه الأيام حول مهرجان جرش وتزامنه مع الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد العربية الشقيقة فالشعب السوري يذبح أمام مرأى من العالم ونحن نريد ان نرقص ونغني ونهيص.
أليس في قلوبنا ذرة رحمة او شفقة على هؤلاء الناس؟ أـليس باستطاعتنا تأجيل هذا المهرجان لوقت آخر. لا نزعل او نعترض ان يسعد الناس ويفرحوا ولكن ليس في هذه الظروف القاتمة التي تمر بها امتنا العربية والإسلامية من جروح او مآسي.
لماذا لا نحول هذا المهرجان الى مؤتمر لحل النزاعات العربية ولماذا لا يكون ريع هذا المهرجان لخدمة الشعب السوري المنكوب وإعادة الوفاق والاتفاق للأمتين العربية والإسلامية. نحن في وضع مأساوي والبلد يمر بأزمات اقتصادية وديون متراكمة والناس مش ملاقيين لقمة الخبز ومع هذا نريد بذخ وترف ورقص وغناء ولا نستطيع ان ننام الا على أصوات الموسيقى وإخواننا في سوريا يقتلون في الشوارع ويذبحون من الطاغية بشار الأسد.
هذا المهرجان الذي يجمع الناس من مختلف الجنسيات ومن كل بقاع العالم يجتمعون على الطرب والغناء فلماذا لا يجتمعون على كلمة حق و العمل على نبذ الخلافات العربية والوصول لحلول تعيد بشار الطاغية لرشده؟ ستقولون ان بشار الأسد مجرم ولا يستجيب لأحد وأعطى وعود كاذبة لكوفي عنان ولم يلتزم بها.
هذه المحاولة جاءت من شخص ليس من أبناء جلدتنا وليس بحريص على مصلحة الأمة. نحن بحاجة لمهرجان الوفاق والاتفاق نجمع كلمة الأمة وننهي خلافاتنا ونبدأ ننظر نظرة جدية لقضية القدس والأقصى بعد ان أهملناها طويلا والصهيونية من مصلحتها ان تظل الأمة العربية والإسلامية في تمزق وتفكك وخلافات ليخلو لها الجو من اجل إكمال مخططاتها وهي إقامة دولة إسرائيلية تمتد من النيل الى الفرات والتكويش على مقدراتنا وخيراتنا ونحن ما زلنا في عصر الظلام نجر أنفسنا غير قادرين على نبذ خلافاتنا وتوحيد كلمتنا.مهرجان جرش جاء وقته في الزمن الصعب في زمن ربيع الثورات العربية ولغة فرق تسد.
نحن لا نريد إلغاء مهرجانات ولكن نريد توجيه سير هذه المهرجانات في مصلحة الأمة العربية والإسلامية.لماذا لا يبقى هذا المهرجان قائما ولكن يتحول الرقص لخطابات وعظات من المشتركين أنفسهم ام يعجبكم الخلاعات والهز والرقص التي تحدث أثناء المهرجانات؟
هل هذا ما نادى به الإسلام التعري وهز الخصر وقلوبنا تتفطر من الألم على شعب سوريا الذي تحول ليله لنهار ونهاره ليل؟ ما ذنب الأطفال الذين يقتلون ويشوهون برصاص بشار الأسد؟ ما ذنب النساء الذين يغتصبن في وضح النهار وأمام أعين المارة؟ كل هذا وتريدون مهرجانات طرب وغناء؟
آن الأوان ان نصحو من سباتنا ونقول "لا ". اجل لا نريد مهرجانات غناء وخلاعات بل نريد مهرجانات وفاق واتفاق. هناك الكثيرين من أبناء هذا الوطن الخير لا يريدون مهرجانات مراعاة مع الظروف المستجدة على الساحتين العربية والإسلامية ولكن يد واحدة لا تصفق والله المستعان.