مصـر بين مرسي وطنطاوي

يجلس الرئيس محمد مرسي بين المشيرين طنطاوي وعنان، يتبادلون الابتسامات والاحاديث القصيرة، ثمّ يقف الرئيس ليسلمّ الشهادات والأوسمة في حفل مهيب للكلية الحربية، ولا يبدو أنّ هناك ما ينغّص العلاقة بين مؤسستي الرئاسة والجيش.
وفي القسم الذي يطلقه الاف الخريجين معاً نص يقول: أقسم بالله العظيم أن أطيع رئيس الجمهورية، ولكنّ الرئيس كان في الليلة السابقة أصدر مرسوماً جمهورياً يقضي بإعادة مجلس الشعب، وقلب الطاولة على المجلس العسكري والمحكمة الدستورية، وكثير من الأطراف السياسية.
مرسي كان صادقاً مع نفسه، فقد وعد خلال قسمه الأوّل في ميدان التحرير أن تعود المجالس المنتخبة للعمل، وها هو ينفّذ حتى لو اعتبر الآخرون الأمر صراعاً على السلطة، أو أنّ القرار أدّى إلى تراجع حاد في أداء البورصة، فهو حقّه لأنّه رئيس انتخبه الشعب ليحكم، لا ليوّقع الأوراق فحسب.
الكتاتني، رئيس مجلس الشعب، دعا إلى عقد جلسة له اليوم، وستكون هذه الجلسة اختباراً حقيقياً للقوّة، وقبلها كان النواب صباحاً دخلوا المجلس لأوّل مرة بعد منعهم منذ قرار الحلّ، وفي كلّ الأحوال فهناك تقاليد جديدة تُرسم في مصر قد يختلف حولها الكثيرون، ولكنّها ستشكّل قواعد ومعايير العمل السياسي في المستقبل. ( الدستور )