الرد على تفتيت سوريا

الرد العملي والحقيقي على تمزيق سوريا الى دويلات طائفية هو بوحدة كل البر الشامي فسوريا منذ الفتح الاسلامي والى ما قبل اتفاقية سايكس بيكو كانت تعني بداهة الجغرافيا الممتدة من العقبة الى باب الهوى ومن ضفاف الفرات الى الساحل الشرقي للمتوسط ودولة الحسين بن علي التي تآمر عليها الغرب والشرق كانت تعني هذه الجغرافيا التي يقطنها الان ما يزيد عن سكان الامة الفرنسية وتمتلك موارد ما يزيد عما تمتلكه الامة الالمانية وتمتلك من الامكانات الحضارية ما تجعل الاميركي صغيرا ازاءها .
ان اخطر ما تعرضت له دولة الشريف حسين هو التمزيق الى كيانات واليوم يجري تمزيق الممزق الى قطع فسيفسائية فحين طردت بريطانيا من السواحل الغربية للخليج العربي انتقلت الى جنوب العراق حيث النفط والى شمال العراق حيث النفط كتعويض عن النفط الخليجي الذي اضحى في عهدة الامريكان ولان سوريا كما يقول هيكل بوابة الجزيرة العربية ومنطلق المنطقة برمتها الى اوروبا والعالم فانها اليوم عرضة الى التقسيم .
الصراع على سوريا ليس جديدا فشركة ارامكو كانت مساندة لانقلابات في سوريا وكريميت روزفلت مدير محطة الـ CIA في دمشق كان يمد بلاده بتصورات عن الاهمية الجيو استراتيجية لسوريا لذلك فقد كان الغرب شديد الحرص على تقطيع اوصال هذه الدولة التي تمتلك ادوات وامكانيات دولة كبرى..
الان يجري تغذية الروح الطائفية في هذه الدولة الحيوية ويجري ارعاب مسيحيي الشرق من القادم بالرغم من كونهم كانوا عماد الدولة الاموية ادارة وتنظيما لكنهم اليوم في اشد حالات البؤس بسبب تسرب السلفية والاصولية الى ديارهم.
من يتامر على سوريا يتامر على المستقبل العربي ونحن هنا نفرق تفريقا دقيقا بين اسناد الشعب السوري وادانة التدخل الخارجي في شؤونه واسناد نظام سياسي لا اعتقد انه سيعيش طويلا.. لكن خلط الاوراق والتعاطي مع القتلة والاصوليين والقاعدة على اعتبار انها ثورة فهذا الجهل عينه.
لننظر فقط من يساند «الثورة» لنعرف مدى حضاريتها وديمقراطيتها.( الرأي )