خداع الشعب

تم نشره الثلاثاء 10 تمّوز / يوليو 2012 12:09 مساءً
خداع الشعب
جمال الشواهين

الفائض مما يثير الاشمئزاز والقرف أمنه الشكل الأخير الذي استقر عليه مجلس النواب لقانون الانتخابات، والأمر يبعث على الغثيان وليس الكتابة؛ فخلال أكثر من عام قيل وكُتب وطلب ودرس وبحث وشرح «الصوت الواحد» بحثا عما هو انسب، غير انه استقر أخيرا على ما كان عليه! فأي فائدة ترجى من معاودة الكتابة حوله وعنه مجددا؟
أجد للمقام استعارة الاستراتيجيات العشر لخداع الجماهير التي كتبها نعوم تشومسكي، لتأخذ مساحة اليوم؛ علها تعيد الناس من غفلتهم واستغفالهم أيضا. 
1- استراتيجية الإلهاء
عنصر أساسي للضبط الاجتماعي، تتمثل استراتيجية التسلية في تحويل أنظار الرأي العام عن المشاكل الهامة، والتحويلات المقررة من طرف النخب السياسية والاقتصادية؛ وذلك بواسطة طوفان مستمر من الترفيهات والأخبار اللامجدية. استراتيجية الإلهاء أيضا لازمة؛ لمنع الجمهور من الاهتمام بالمعارف الأساسية في ميادين العلوم، الاقتصاد، علم النفس، وعلم التحكمية... «الإبقاء على انتباه الجمهور مسلى، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، مأسورا بمواضيع دون فائدة حقيقية.
الحفاظ على جمهور منشغل، منشغل، منشغل، دون أدنى وقت للتفكير؛ ليرجع إلى ضيعة مع باقي الحيوانات كما جاء في كلام تشومسكي نقلا عن نص استخباراتي، «أسلحة كاتمة من أجل حروب هادئة».
2- خلق المشاكل ثم تقديم الحلول
هذه الطريقة تدعى أيضا «مشكلة- ردة فعل- حلول»، نخلق أولا مشكلا، حالة يتوقع أن تحدث ردة فعل معينة من طرف الجمهور، بحيث يقوم هذا الأخير بطلب إجراءات تتوقع قبولها الهيئة الحاكمة. مثلا غض الطرف عن نمو العنف الحضري، أو تنظيم هجمات دموية، حتى يطالب الرأي العام بقوانين أمنية على حساب الحريات. أو أيضا: خلق أزمة اقتصادية لتمرير -كشر لا بد منه- تراجع الحقوق الاجتماعية وتفكيك المرافق العمومية.
3- استراتيجية التقهقر
من أجل تقبل إجراء غير مقبول، يكفي تطبيقه تدريجيا -بالتقسيط- على مدى عشر سنوات. فبهذه الطريقة تم فرض ظروف سوسيو-اقتصادية حديثة كليا -الليبرالية الجديدة- في فترات سنوات الثمانينيات.
بطالة مكثفة، هشاشة اجتماعية، مرونة، تحويل مقرات المعامل، أجور هزيلة، كثير من التغييرات كانت لتحدث الثورة لو تم تطبيقها بقوة.
4- استراتيجية المؤجل
طريقة أخرى لإقرار قرار غير شعبي، هي في تقديمها كـ»شر لا بد منه»؛ عبر الحصول على موافقة الرأي العام في الوقت الحاضر من أجل التطبيق في المستقبل، من السهل دائما قبول تضحية مستقبلية بدل تضحية عاجلة.
أولا؛ لأن المجهود لا يتم بذله في الحال، ثم يميل الجمهور إلى الأمل في «مستقبل أفضل غدا»، وإن التضحية المطلوبة قد يتم تجنبها. وأخيرا، هذا من شأنه أن يترك الوقت للجمهور للتعود على فكرة التغيير، وقبولها باستكانة عندما يحين الوقت.
5- مخاطبة الرأي العام كأطفال صغار
تستخدم أغلب الإشهارات كلما توجهت إلى الكبار خطابا، لماذا؟ ات، شخصيات ولهجة صبيانية جدا، غالبا ما تكون اقرب إلى التخلف العقلي، كما لو كان المشاهد طفلا صغيرا، أو معاقا ذهنيا. كلما حاولنا خداع المشاهد، كلما تبنينا لهجة صبياني، لماذا؟ إذا توجهنا إلى طفل في الثانية عشرة من عمره، فبسبب الإيحائية إذن سيكون من المحتمل جوابه أو ردة فعله خالية من الحس النقدي «كما لطفل في الثانية عشرة من عمره».
6- اللجوء إلى العاطفة بدل التفكير
اللجوء إلى العاطفة تقنية كلاسيكية لسد التحليل العقلاني؛ وبالتالي الحس النقدي للأفراد. كما أن استخدام المخزون العاطفي يسمح بفتح باب الولوج إلى اللاوعي، وذلك من أجل غرس أفكار، رغبات، مخاوف، ميولات، أو سلوكيات.
الإبقاء على الجمهور/ العامة في الجهل والخطيئة
العمل على ألا يفهم الجمهور التقنيات والطرائق المستخدمة من أجل ضبطه وعبوديته. «يجب أن تكون جودة التربية المقدمة إلى الطبقات الاجتماعية الدنيا هي الأضعف، بحيث تكون وتبقى هوة الجهل التي تعزل الطبقات الاجتماعية الدنيا عن الطبقات العليا غير مفهومة للطبقات الدنيا» عن «أسلحة كاتمة من أجل حروب هادئة»
8- تشجيع الجمهور على استساغة البلادة:
تشجيع الجمهور على تقبل أن يكون أخرقا، أبلها، فظا، جاهلا.
9- تعويض الانتفاضة بالشعور بالذنب
جعل الفرد يشعر أنه المسؤول الوحيد عن شقائه؛ بسبب نقص ذكائه، قدراته أو مجهوداته. وهكذا بدل الانتفاض ضد النظام الاقتصادي، يشعر الفرد بالذنب، ويحط من تقديره الذاتي؛ مما يسبب حالة اكتئابية من آثارها تثبيط الفعل. ودون فعل، لا ثورة كذلك.
10- معرفة الأفراد أكثر مما يعرفون أنفسهم: خلال الخمسين سنة الأخيرة، حفر التقدم المذهل للعلوم هوة متنامية بين معارف العوام وتلك التي تمتلكها النخب الحاكمة. بفضل البيولوجيا، البيولوجيا العصبية وعلم النفس التطبيقي، توصلت الأنظمة إلى معرفة متقدمة بالكائن البشري، نفسيا وبدنيا. توصل النظام إلى معرفة الفرد المتوسط أكثر مما يعرف هو ذاته.
هذا يعني أنه في معظم الحالات، للنظام سيطرة وسلطة على الأفراد أكثر مما لهم أنفسهم. (السبيل )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات