وغادرا المكان
المدينة نيوز - ( يا ليته لم يكن الهوى لما نامت على الطوى جفوني.. وحتى عندما غمضت نامت بعد تأرق عيوني..يا أيها القمر المحلق في البعيد ألم تر في الشمس هجرا وأنت منها قريب ؟!.. فلما كانت منك تحيد كان ذلك لي المواسي... لا تغضب وخفف الأحزان عني فما القول قولي إنما قول القلب كما أنا رائية.. واضمم كفك إلى كفي حتى نكفكف دمعا سال في دمي.. و أوصيك يا قمر بأن تمد أشعتك حتى تكتب آخر كلمة ستلامس راحتي.. وانظر إلى الشمس نظرة سريعة فلا تلمحك وانس الوجد و ما قد يفعل... واضرب بيدك الهوى فمن الحب ما قد يقتل.. فما قتلت نفسي إلا من الهوى فقتله الله كما قتلني....
صفعها صفعة قوية وولّى مبتعدا بعد أن شعر بمأساته ولوعة آهاته)..
صفقت الجماهير بحرارة وارتسمت على وجوهها علامات الإعجاب بهذا العمل المسرحي المتقن..
أما هي فأحست بمرارة الصفعة واستغربت أنه لم يعتذر عما فعل ككل مرة..!
- سألته: لقد آلمتني لمَ لم تعتذر في هذه المرة؟!!
- لقد اعتذرت في المرات السابقة.. أجابها وحدة في نبرات صوته لم تكن تتوقعها.. رمقها بعينيه وابتعد ... وكانت العيون تتكلم..
كان يصرخ بصوت مرتفع: "أيها المارون بين الكلمات العابرة اجمعوا أسماءكم وانصرفوا.. "
-ما هذه الحماسة يا أخي؟! ألا تريد أن ترتاح قليلا بعد هذا اليوم الطويل والعرض الجميل ؟!
-لا وقت لدي، ثم إن النشاط يدب في سائر جسدي وعليّ استغلال ذلك..
-قالت وهي تغلق باب غرفته: لكن نحن نريد أن نرتاح اخفض صوتك.
-إه...!
وعلى المنصة كانت أصواتهم تجلجل الأرجاء.. فظن الناس أن ذاك الصوت كان من أصوات الموسيقى التأثيرية...
لكنه صوت قصف عشوائي اختار هذا المكان.. وما لبثوا أن صدقوا آذانهم حتى هرعوا إلى الخارج مسرعين فزعين..
إلا هو فقد ظل منتصبا يتم دوره المكتوب وغير المكتوب.. حينها لامست يَدُها شعره و قالت: (عرفت أنّك كنت تحبني.. وأنا كذلك ) ، ابتسم لها ابتسامة عذبة تنبض بالمحبة و غادرا المكان..
في الصباح.. و من بين الأنقاض جثّتان.. يا للمساكين لقد كانا على وشك المغادرة.. الأصوات من حولهما: ( لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله و إنا إليه راجعون ).