ملثمون في مؤتة .. ماذا ننتظر بعد؟

تم نشره الخميس 12 تمّوز / يوليو 2012 01:10 صباحاً
ملثمون في مؤتة .. ماذا ننتظر بعد؟
حسين الرواشدة

بروفات “العنف” التي اجتاحت شوارعنا وبلداتنا وجامعاتنا على امتداد الاسابيع الماضية لم تدفع حتى الآن الى استبصار ما يخبئه لنا المستقبل من مفاجآت، لكن ما حدث في جامعة مؤتة امس كان “بروفة” أخرى مختلفة تماما عما شهدناه، فقد اقتحم مجموعة من الشباب الملثمين اسوار الجامعة واشعلوا الحرائق في بعض المباني، وتبادلوا اطلاق العيارات النارية من مسدسات واسلحة كلاشينكوف “تصوروا”، ولولا عناية الله وتدخل رجال الامن لسمعنا –لا قدر الله- اخبارا مفجعة عن اصابات ورأينا دماء اكثر.

ما وصل اليه مجتمعنا لم يكن مفاجئا الا للذين ما زالوا مصرين على انكار الحقيقة، فحين تغيب “السياسة” تحضر الفوضى، وحين تنحدر قيم المجتمع بفعل ما طرأ من ضغوطات وافساد للمجال العام، يتحول الناس الى مجموعات متناحرة تحركهم نوازع الانتقام من انفسهم ومن الآخرين، وحين تسد ابواب الحوار ويتلاشى الامل يهيمن منطق “الاستهانة” والاستعلاء ويختلط “اللامشروع” بالمشروع يفرز المجتمع اسوأ ما فيه، ويعبّر كل مواطن عما بداخله بطريقته الخاصة، ويحاول ان ينتزع حقوقه بيديه، تماما كما يحصل في العصور التي ضلت فيها المجتمعات عن ولادة فكرة الدولة والقانون واخلاقيات العيش المشترك وقيم العدالة والحرية التي تجعل الجميع يشعرون بالامن والاستقرار “والرضا” والقناعة.

ما نحصده اليوم من “خيبات” وما نراه من عنف على الارض والشاشات هو نتيجة طبيعية لما جرى من “عبث” في نواميسنا الوطنية.

السؤال الذي ما زال يحيرني هو: ماذا ننتظر بعد؟ هل سنبقى جالسين على مقاعد “المتفرجين” امام هذه “الحرائق” التي تشتعل وتتصاعد؟

اعترف بأنني عجزت تماما عن فهم اي اجابة اسمعها، سواء من المسؤولين او من الشارع او من النخب، وحده “صوت” الفوضى والارتباك يدلك على “اللغز” المحير الذي تورطنا فيه، او ان شئت على “المصيدة” التي وقعنا فيها جميعا.. من اوقعنا فيها يا ترى؟

ان اخشى ما اخشاه هو ان تمرّ علينا مثل هذه الاسئلة “بلا اكتراث” وبلا اجابات، وان تبقى ابصارنا معلقة “بأوهام” او مفتوحة على قراءات مغشوشة ، والاخطر من ذلك ان نصمّ آذاننا عن سماع اصوات الناس التي تحولت الى حرائق مشتعلة، وعن حراكات الشارع التي “اختطفها” ملثمون يشهرون اسلحتهم ضد انفسهم ومجتمعهم، ومع انني –وغيري- مللت من ازجاء النصائح الا ان ضميري غير مرتاح ابدا لرؤية هذا المشهد ولدي رجاء واحد للمسؤولين في بلادنا ان يستدركوا ما قد يفاجئنا من احداث بحلول مقنعة، ولدي دعاء ان يحمي الله بلدنا من كل مكروه وان يرشدنا للهدى والصواب. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات