غزوة جامعة مؤتة... بدون خالد بن الوليد
المدينة نيوز - ما أشبه اليوم بالأمس ولكن مع فرق التوقيت والأهداف والغايات ، فعندما خرج المسلمون بقيادة زيد بن حارثه إلى أرض مؤتة كان هدفهم نصرة للإسلام والمسلمين من عظيم بُصرى، شرحبيل بن عمرو الغساني.
أما غزوة جامعة مؤتة كانت لنصرة الجهل والتعصب ، فقد أصبح هذا المشهد أمر معتاد في جامعاتنا خلال السنوات القليلة الماضية ، وللأسف تكون تحت اسم العشائرية ، فصحيح أن الوجهاء استنكروا هذا الفعل ولكن لماذا نرمي اللوم الدائم على الفئة المندسة أو على ذلك المصطلح الجديد هو ( أجندات خارجية )، لماذا لا نقول صراحة ونسمي الأشياء باسمها ، وأن لا نكابر بالمحسوس ، فأي أجندة تلك التي تستهدفنا ، أليس الطلاب هم المسببون ، أليس الذين يلقى القبض عليهم هم من أبناءنا وطلاب أيضاً، وإن لم يكونوا طلاب فهم من أقرباءهم وإخوانهم ، وليست قوات مرتزقة تطبق أجندات خارجية هدفها زعزعت الوطن ، فنحن من نزعزع الوطن ونحن نسيء للوطن ولأنفسنا بتصرفاتنا نحن وتحت مسميات كثيرة.
الغريب أن الأشخاص والأماكن التي تحدث بها هذه (المعارك) واستعراض القوة ، هي أماكن وأشخاص يفترض بهم أن يكونوا القدوة، فهؤلاء طلبة جامعيين يفترض بهم أن يكونوا صُناع المجد والمستقبل ولكن أي مجد وأي مستقبل ننتظر بهكذا عقليات.
وليس مشهد العنف الجامعي وحده يظهر فقبل عدة أيام يتبادل نوابنا تحت قبة البرلمان التراشق بالأحذية وكما يظهر علينا بعض الأبطال في لقاء تلفزيوني يتبادلون رشق الأحذية ، وليس يقتصر الأمر على هذا بل يقوم نائب برفع السلاح بوجه نائب سابق، في سابقة لم تحدث من قبل ، ليس عندنا وحدنا بل فقط بل سابقة في العالم كله، فأصبح لدينا بذلك سابقة نتفوق بها على الجميع بعد أن شاهدها الآلاف في العالم وليس هذا فقط بل ظهرت على شاشات التلفاز في عدة دول.
فذلك نائب يمثل وطن ومواطنين يقوم بإشهار السلاح في برنامج تلفزيوني ، ومهما كان السبب فإن ما حدث أساء للجميع فهو أساء للوطن قبل يسيء للنائب السابق وأساء إلينا جمعياً بتصرفاته وحتى للمحطة التي استضافته ، وبالتأكيد سوف تحدث عطوات وجاهات لإصلاح ذات البين وقد ينتهي الأمر بين شخصين بجاهه وعطوة وبوسة لحية ، ولكن أين حق الوطن وحقنا نحن كمواطنين، فإن كان نوابنا وطلابنا يفعلون هذا فَمّن من بعدهم بقي على حرج.
على الجهات المعنية أن تعمل بحزم ودون تهاون لتطبيق القانون ، فهذه ليست حرية وليس طريق الإصلاح ، ونحن والكل يعرف مستويات ومفهوم ومعنى الحرية، فتطبيق القانون شيء والحرية شيء آخر ، فأسباب تفشي العنف هو عدم تطبيق القانون، إن دبي على سبيل يوجد بها 271 جنسية مختلفة وبدينهم وعقلياتهم وتربيتهم المختلفة ، ولكن كلهم تحت القانون وليس تحت جاهه وبوسة لحية ، ولهذا نرى التقيد بالنظام هو السمة العامة، وبالتالي يجلب معه العدل ، الذي يطبق على الجميع وبالتالي ازدهار ومستقبل أفضل.
فارحموا هذا البلد الذي عانى الكثير فليست محبة الوطن شعارات وأغاني في المهرجانات، إن محبة الوطن هي أفعال ومراقبة للسلوكيات.