من صاحب المصلحة في تشويه صورة الأردن؟

لسنوات، ظل الشيخ رائد صلاح ممنوعا من دخول الأردن، ثم تغير الحال، وسمح له بالدخول، ولم تخرب البلد، وها نحن نقرأ أن أرملة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي - رحمه الله - والشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في «إسرائيل» ممنوعان من الدخول.
لا نريد أن نقرأ المنع من زاوية أمنية، فهذا ليس اختصاصنا، ولا شأن لنا به، لكننا نريد أن نقرأه من ناحية سياسية واقتصادية بحتة، خاصة في ظل تشويه غير مسبوق لصورة الأردن في وسائل إعلام العالم، بلغ حدا غير مسبوق، فمن تحول جامعة مؤتة إلى ساحة قتال بسبب فقدان جهاز خلوي، إلى هجوم على مفاعل نووي تعليمي في جامعة أخرى، إلى شغب ومشاجرات في حفل الفنانة «المحترمة والملتزمة» روبي بمهرجان جرش، ومحاولة شاب الانتحار من أجل مصافحة مغن مصري هلفوت، إلى مقاطعة المعارضة إلى الانتخابات وعدم إلقاء أي اهتمام لما يجري تحت رماد الشارع، وقبل هذا مشاجرة بالصرامي بين نائبين، ومن ثم إشهار سلاح بين متحاورين على الهواء مباشرة، وصولا إلى منع هذين من دخول الأردن، كل هذا يدفعنا للتساؤل: من صاحب المصلحة في تشويه صورة الأردن، وتخريب سمعته، وكيف نتحدث عن استثمارات ونهوض اقتصادي، وسياحة؟ كيف نقنع الناس بأننا أصحاب تجربة فريدة في الدمقرطة والإصلاح والعلم وكل ما جرى خلال الأسابيع الماضية يهشم صورة البلد الجميلة، ويعود بها إلى الخلف سنوات طويلة؟
كيف نفتح أحضاننا للسياح اليهود (معظمهم جواسيس طبعا) فيما نمنع زوجة شهيد، وشيخا محترما من زيارة الأردن؟ ماذا نريد أن نقول بالزبط للناس؟ وكيف نحسب الأمور؟ من صاحب المصلحة في تسويق صورة مشوهة للأردن، في زمن يتلهف الإعلام الشعبي والرسمي على تلقف كل خبر سيىء عنا وعن غيرنا؟
حينما أطالع أخبار الأردن على شبكة الإنترنت أشعر بحزن عميق، فليس هذا هو الأردن الذي نحب ونريد، إن كنا نسمح لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورفاقه بالدخول إلى الأردن، فكيف نفهم مغزى منع أرملة الرنتيسي والخطيب من زيارتنا؟ أهي مناكفة لمن دعاهما للمشاركة في أسبوع الأقصى؟
من صاحب المصلحة في تهشيم صورة الأردن، وتطفيش المستثمرين، وتهجير رؤوس الأموال، في ظل أشرس أزمة اقتصادية تشهدها البلد منذ سنوات؟
الكلام كثير، والحقائق أكثر مرارة، وما نعرفه لا يقال، والله المستعان!)hg]sj,v(