وطن متى نعرف قيمته وماذا تريد الأقلية ؟
من نعم الخالق سبحانه وتعالى علينا أن أوجدنا فوق أرض قيادتها صاحبة شرعية دينية وتاريخيه ودستوريه ولأن إرادة رب العباد في هذه الأرض، وحكمته وقدرته كبيرة وواسعة، فقد حبانا الله تعالى بتلك القيادة وبخيرات كثيرة من موقع جغرافي متميز، وثروات طبيعية ومجتمع يتمتع بالحرية في التعبير عن الرأي ومستوى معيشي مقبول ونعمة الأمن والأمان نعمة ما بعدها نعمة، وراحة بالنفوس، وترابط اجتماعي بين الحاكم والمحكوم، لا نكاد نرى صورته في أي بلد ومجتمع آخر، رغم ما لدى العديد من هذه الدول من ثروات متنوعة تفوق ما لدينا، وتتعدد في طبيعتها وعوائدها المالية.
لا ننكر أن الشعب يعاني من ضيق اليد وقلة الموارد وقسوة الطبيعة، فلم يجدوا ملاذاً يولون وجوههم شطره سوى التمسك بالشرعية الهاشمية والحفر في الصخر من اجل إيجاد لقمة العيش الكريمة وركبوا البر و البحر والفضاء يجوبون فيها للبحث عن لقمة العيش الكريمة .
ومن هنا فإن الواجب علينا جميعاً - كلٌّ في موقعه - أن نشعر بقيمة هذا الوطن وخيراته علينا، نشعر بحرية الرأي الذي يبديه كل منا من دون اعتقال أو تكميم للأفواه، ونشعر إننا في وطن يحسدنا عليه الكثير من دول العالم، وفي بلد يعطي كل صاحب حاجة ما يحتاج إليه من عون ومن تعليم وعلاج وسكن كل هذا وغيره الكثير يتمتع به الإنسان الأردني ، وحتى الضيف الذي جاء لكسب الرزق الحلال، تاركاً بلاده وأهله في سبيل الرزق الذي عز عليه في وطنه آو الضيف الذي هرب بدينه وأهله من بطش حكامه وظلم ذوي القربى
ما يؤلم النفس أننا نرى البعض وللأسف من القلة القليلة قد تناسوا أنهم فوق أرض نظام الحكم فيها نيابي ملكي دستوري، يصون حرية التعبير وكرامة الإنسان، ويحفظ حقوق أصحاب الحقوق، ويعطي المواطن كل متطلبات الحياة الكريمة، قله لا يريدون سوى مصالحهم الخاصة تحت شعار الإصلاح ومحاربة الفساد، وللأسف منهم المفسدون بالاستقرار وهدم الكيان الدستوري، الذي يتباكون عليه في ساحات الوطن ولا أقول إننا كاملين فالكمال لله ، نعم هناك أخطاء من الحكومات المتعاقبة، وضياع في رؤية التنمية وتطلعات المستقبل، وفقدان بوصلة العمل لدى الكثير من الوزراء، هناك.. وهناك الفساد واستغلال السلطة لكنه ومع ذلك فإن العلاج لا يكون في صراع مع الدولة ولا شحن متعمّد للشارع غايته الفوضى وفرض الأمر الواقع. العلاج المطلوب يكون في صفاء النفوس أولاً، والشعور بأن لدينا جميعاً وطن يفرض علينا أن نحفظ هويته، ونوطد أركانه وندفع به إلى المزيد من التطور والتلاحم لا إلى التخلف والشتات.
ما سمعناه مؤخرا من الأقلية في شحن متعمد للشارع وهو مرفوض من الغالبية وابسط حقوق الديمقراطية تقول " إن على الأقلية احترام رأي الأغلبية "
جلالة الملك اطال الله عمره يقول أن الإصلاحات التي تمت على الدستور ليست النهاية وإنما البداية وقانون الانتخاب الذي تم إقراره أخيرا ليس الأمثل على مستوى العالم لكن من يريد التغير و من يعتقد انه يمثل نبض الشارع يجب أن لا يخشى قانون الانتخاب والأفضل له أن يكون تحت القبة بحصانة دستورية تشريعية وليس في الشارع لإحداث التغيير المنشود .
قانون الانتخاب الجديد ولأول مره بالأردن اوجد نظام الانتخاب على مستوى القوائم 27 نائب وتوزيع باقي مقاعد مجلس النواب على كافة مناطق المملكة وأعطى الجميع حقوقهم بأن ينتخبوا من يريدون واوجد هيئه مستقلة نزيهة تشرف على الانتخابات رئيسها ولا نزكي على الله احد يتم انتدابه من قبل الهيئات الدولية للإشراف على تطبيق الديمقراطية والشفافية في كثير من دول العالم المضطرب.
من خلال ما نقرأه من قانون الانتخابات الجديد وتشكيلة الهيئة المستقلة للانتخابات والبطاقة الانتخابية الجديدة والترحيب بأي مراقبه دوليه آو محليه والربط الالكتروني الذي يضمن عدم تكرار التصويت فأن الانتخابات القادمة ستكون في غاية النزاهة .
ﻋﻠﻰ أّي ﺣﺎل، إذا ﻛﺎنت "الأقلية " تمثل اﻟﺷﻌب ﻛﻣﺎ تدﻋﻲ، وتعبر ﻋن ﻣطﺎﻟﺑﮫ ﻓﻠﺗﺗرّﺷﺢ قياداته وأﻓراده للانتخابات اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ، وﻟﻧرى ﻛم ﺳﺗﺣﺻد ﻣن أﺻوات، ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﺗﻣّﺛل رأي اﻟﺷﺎرع ﻓﻌﻠّﯾﺎً ﻓﺳﺗﺣﺻد ﻏﺎﻟﺑّﯾﺔ ﻣﻘﺎﻋد ﻣﺟﻠس اﻟﻧّواب، ﻟﻛّﻧﻧﻲُ أﺟِزم أن ﻻ أﺣد ﻣﻧﮭم ﺳﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺣﺗﻰ لو منح اﻟﻧﺎﺧب ﻋﺷرة أﺻوات، فالأقلية ﻻ تتمتع ﺑﺄّي ﺛﻘﺔ ﺷﻌﺑّﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق وما نراه في الشارع من مناكفه سياسيه إنما هو لجر الوطن لفتنه الله وحده اعلم بنتائجها " رّﺑﻲ اﺟﻌل ھذا اﻟﺑﻠد آﻣﻧﺎً" نعم لقانون الانتخابات دور في إفراز مجلس نواب قوي لكن الدور الأكبر علينا نحن الشعب كنا نفرز نوابا لا يرتقون لمستوى نواب وطن وبالتالي فان تغيير أو تعديل قانون أو نظام الانتخابات لن يغير شيئا فالشعب هو المسئول عن اختيار أي مجلس نيابي وليس قانون الانتخاب.
إن الأمانة كبيرة في أعناقنا لوطن أعطانا الكثير ولم نعطه إلا القليل، كلٌّ يريد أن يأخذ منه من دون حق، وكلٌّ يسعى لتحقيق غاية سيئة بالنفس، حتى وإن كانت على حساب البلد، سعوا للتفرقة بين أبنائه هذا الشرقي وذاك الغربي والأخر الشامي والشركسي وهذا المسلم وذاك المسيحي من أجل وجودهم، وذرفوا دموع التماسيح عليه تحت ادعاء حب الوطن، وهم أبعد ما يكونون حباً له، هل هذا هو الأردن الذي أعطنا من خيراته التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش قائلا لهم " فجعلت لكم جنان كجنان الأردن " ؟! وهل هذا هو الجزاء الذي نقدمه له ؟! خافوا الله في وطن بين أيديكم اليوم، وتذكروا أن الخير لا يدوم إذا لم يجد نفوساً صادقة بالثناء والشكر لرب العباد، تذكّروا شعوباً لا تجد كسرة خبز ولا تتمتع بكلمة تقول فيها ما تريد التعبير عنه، تذكّروا الأردن يا آهل الأردن ولنذهب لصناديق الانتخاب وننتخب ممثلينا بكل نزاهة وأمانه واختيار صحيح بعيد عن الجهوية والفئوية وابن العشيرة وابن العم لنفرز نخبة من أبناء الوطن ليعبروا عن أرائنا وإرادتنا من داخل القبة وليس بالشوارع وإقلاق الراحة ألعامه وإرهاب الناس والاعتداء على حريتهم إن كنتم تريدون الإصلاح فلتكونوا جزاً منـه لا عليــه.