انهم يستنزفون هيبة الأردن وسمعته!!!

اعترف رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة في محاضرته في جمعية الشؤون الدولية يوم الثلاثاء الماضي بأن شخصيات عديدة تتدخل لتتوسط لاولئك الذين يعبثون بالأمن ويهاجمون المراكز العامة والممتلكات العامة ويعتدون عليها او يحرقون السيارات والممتلكات الخاصة ورغم انه تحدث في مواضيع عديدة في محاضرته التي امتدت على مدى ساعتين اذا ما جمعنا لها اجاباته على الأسئلة وقد شملت الوضع الاقتصادي والحراك الشعبي وقانون الانتخابات وكان للرئيس رؤية وافقه عليها البعض وخالفه فيها البعض الآخر..
توقفت وأنا استمع عند اسئلة تتعلق بالأمن وهيبة الدولة وعن اجابة الرئيس انه لن يسمح بالاعتداء على الممتلكات العامة وخاصة ما يتعلق بسرقات الماء والكهرباء..ولكنني لم اسمع اجابات «تفش الغل» كما يقولون.. فليس سرقة الماء والكهرباء هي الاولوية لأنه يمكن معاقبة السارقين بأكثر من وسيلة بما فيها حرمانهم خاصة ان كانوا قادرين على الشراء وانما ما زلت محتاراً من الاجابة التي تقول ان الاجهزة التنفيذية وخاصة الشرطة تطلق سراح المعتدين والعابثين لتوسط كبار لهم.. فقلت كأنك يا ابو زيد ما غزيت..
عن أي كبار نتحدث حين نريد تطبيق القانون.. ومن هو الاكبر من القانون؟ وكيف نحمي الممتلكات والناس اذا ظل كل كبير يدافع عن جماعته سواء كانوا على حق او باطل ضمن الموقف الجاهلي (انصر اخاك ظالما او مظلوما) وقد وصلت الحال حداً ان الكبار سواء الذين عناهم الرئيس بالتدخل او غيرهم اصبحوا بمعرفة وبدون معرفة وبخجل او بدون خجل يقفون مع العابثين او يتفهمونهم او لا يدركون مخاطر ما يفعلون..
اعترف الرئيس امس الاول بأن هناك انفلاتاً امنياً وقد وصل ذلك الآن ذروته في اشتباكات جامعة مؤتة المسلحة التي اوقفت التدريس في الجامعة وجعلت الطلاب العرب يغادرون بل ان بيان السفارة السعودية قال بسحب طلابها الـ (700) او نقلهم الى جامعات اخرى في حين هدد مواطنون بحراسة بناتهم وابنائهم اثناء ذهابهم للدراسة وقد علمت ان دولاً خليجية اخرى ستسحب طلابها وقد اطلعت على تقارير وصلت سفراءهم او صدرت من سفاراتهم في اعادة موضع طلابهم او نقلهم.. فإلى متى ذلك وكيف يمكن مواصلة السكوت على تخريب الجامعات وضرب التعليم العالي في بلدنا والذي هو أحد ابرز الركائز الاقتصادية لاقتصاد الخدمات الذي تعتمد عليه الجامعات تحولت الى ثكنات وبؤر فساد ومعسكرات ولا يمكن ان نستمر في التجاهل او عدم معرفة الاسباب والدوافع خاصة ان الكثيرين يأمنون العقوبة ولذا يواصلون العبث والزعرنة والتطاول ويعلمون انه سيطلق سراحهم وان كبارهم وشيوخهم ونوابهم سيتوسطون لهم ويخرجون دون محاسبة او ردع او عقوبة..
لا يكفي فصل الطالب الذي يطلق الرصاص او يحرق المختبر او يشعل النار في المكتبة الجامعية فهو مواطن قبل ان يكون طالبا.. وربما لا يرى في الفصل من الدراسة شيئا كثيرا خاصة حين نعلم كيف قبل في الجامعة وكيف درس وبأي واسطة حين افسدنا التعليم بالاستثناءات والواسطة وحشوناه بمن عبثوا فيه ودمروه..
ما قاله الرئيس عن ايد واجندات خارجية وراء افعال الخلل بالأمس اصدقه ولكن هذا لا يكفي اذ يجب فضح ذلك وكشفه فالرئيس الذي نحترمه ونعرف حرصه لا يشكو ولا يجوز ان يشكو وانما عليه ان يعمل خاصة وان الآلاف منا شكوا له وما زلنا نشكو..
هل بعد مهاجمة المفاعل النووي في جامعة العلوم والتكنولوجيا وحرق الملفات والبحوث وتهشيم جزء كبير من البنية التحتية والمنصة التي سيعلن منها الاحتفال بعد ايام هل هذا عمل مقبول.. والى متى ومن وراء ذلك.. وما علاقة المواطن العادي بذلك.. نتوقف عن الكلام والاسئلة فقد وصلنا حالة لا يمكن السكوت عليها فأين اصحاب العقول والارادات.. هل فقدنا رجالنا وأبناءنا الحريصين على الوطن؟ ( الرأي )